ناصر عراق

خطوات رئاسية محسوبة!

الثلاثاء، 10 يونيو 2014 09:03 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مَنْ كان يصدق يوم 24 يناير 2011 أننا بعد أقل من أربع سنوات فقط سيكون بحوزتنا أربعة رؤساء.. اثنان فى السجن، واثنان بالبدلة الرسمية!

إنها عبقرية الشعوب التى لا يعمل حسابها الطاغية أو المستبد، إذ يظن أن السلطة دانت له إلى الأبد، وأن أهل بلده استكانوا وانكفأوا على ذواتهم قابلين الضيم مستسلمين للقدر، لكن فى ثانية.. فى لحظة.. تنفجر الملايين كالبركان، وتنطلق الحشود إلى الميادين، فتقلب السلطة ورأسها، وتغير موازين القوى، وتزج بالطاغية إلى السجن، إن لم تعدمه، ويستعيد الشعب عافيته، ويدرك الناس أنهم هم، وهم فقط، من يصنعون أقدارهم!

لقد أعادت مراسم حلف اليمين وتسليم السلطة سلميا المقام البهى المفقود لمؤسسة الرئاسة، بعد أن حول مرسى وجماعته قصر الاتحادية إلى دوّار للعمدة - مع كامل احترامنا للعمدة ودوّاره – لكن للرئاسة هيبة ولمقامها اعتبارا.

من أهم مشاهد حلف اليمين أمس الأول الأحد 8 يونيو ما حدث قبل حلف اليمين، إذ دخل القاعة الرئيس عدلى منصور متقدما خطوة واحدة عن الرئيس السيسى، لأن الأول مازال هو الرئيس والثانى لم يحلف اليمين بعد، لكن بعد أداء القسم.. تبدل الحال، وفى لفتة ذكية أشار الرئيس السابق عدلى منصور إلى الرئيس الجديد عبدالفتاح السيسى أن يتفضل بالسير أولا.
أجل.. فالمقامات محفوظة، وكل واحد من الرئيسين يدرك موقعه ودوره، وهكذا سار السيسى أولا وتراجع منصور إلى الخلف، هذه الدقة فى الوقوف والسير والتحرك تشير إلى أمرين.. أننا أمام مشهد جديد تماما على المصريين.. مشهد مكلل بالانضباط والاحترام، ولأول مرة يتم توقيع وثيقة انتقال السلطة من رئيس إلى رئيس، لأننا اعتدنا أن الرئيس حين يخرج من القصر ليس له مكان يذهب إليه سوى القبر أو السجن!

أما الأمر الثانى فيما شاهدناه، أمس، فيتمثل فى أن فرحة المصريين بما يجرى تؤكد أنهم كانوا فى حالة جوع شديد إلى الجدية والانضباط والاحترام، لذا هللوا وصفقوا وزغردت نساؤهم ابتهاجا وسرورا وهم يتابعون دقة المراسم وانضباطها وحيويتها.
ترى.. هل من حقنا أن نحلم بأن تخرج الجدية من القصر إلى الشارع!








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة