بعد تقديم التعازى لأسر شهداء الجنود، وتمنياتنا للمصابين بالشفاء العاجل جراء الحوادث الإرهابية التى حدثت الجمعة فى جنوب سيناء وأمام محكمة مصر الجديدة، يجب أن نسأل أنفسنا بوضوح.. من المسؤول عن وقوع هذا العدد الكبير من الضحايا والمصابين فى يوم واحد؟ وكيف يمكن لنا أن نسامح المخطئين الذين لا يباشرون أعمالهم بالكفاءة المطلوبة؟
بصراحة.. إنى أتهم وزارة الداخلية بالتراخى والإهمال فى مواجهة جماعات الإرهاب المسلح، بل أزيدك من الشعر بيتا وأخبرك بأن مأساتنا تكمن فى الرعونة التى ننجز بها أشغالنا أيًا كانت طبيعة العمل الذى نتصدى له.
لو كان المسؤولون عندنا يفكرون قليلاً لأدركوا بسهولة أن الإخوان وأنصارهم من الإرهابيين قد تعرضوا لضربات أمنية موجعة خاصة فى سيناء، الأمر الذى سيدفعهم بالضرورة إلى نقل نشاطهم الإجرامى إلى القاهرة والإسكندرية، ولو كان السادة خبراء الأمن فى وزارتنا يُعملون عقولهم قليلا لانتبهوا إلى أن الإرهاب يبحث عن أكسجين الإعلام حتى يعيش ويتنفس، وليس أسهل من صناعة قنبلة يدوية لتفجيرها هنا أو هناك، خاصة أن انتخابات الرئاسة على الأبواب، وحلم الجماعة يكمن فى تعطيلها أو إفشالها!
لقد ضحكت كثيراً أمس – وشر البلية ما يضحك – حين شاهدت اللواءات والقيادات وخبراء المفرقعات وقد هرعوا نحو ميدان المحكمة، يغلقون الشوارع ويفتشون فى الأشجار، وأقسم لك أن هذا المكان أكاد أمر عليه يوميًا، وأتعجب من التراخى الذى يسود أجواء رجال الشرطة الذين يتمركزون فى الميدان، وأتساءل ماذا لو مرّ إرهابى بموتوسيكل وألقى عليهم قنبلة؟
للأسف.. لا يهرع القادة والخبراء عندنا إلا بعد وقوع المصيبة، وليتهم يعملون بكفاءة حتى لا تقع الكارثة من الأصل، والمحزن أن الشعب منح الحكومة تفويضاً بمواجهة الإرهاب فى 26 يوليو الماضى، أى قبل عشرة أشهر تقريباً، وقد تحمل الملايين خلالها حظر التجوال لمدة ثلاثة أشهر، ومع ذلك أخفق الحكام فى القضاء على الإرهاب أو فى تخفيض مفاجآته الملعونة التى أتوقع أن تزداد خسة فى الأيام المقبلة مع اقتراب موعد انتخابات الرئاسة!
من فضلكم.. ابحثوا عن الكفاءات وضعوها فى المناصب الكبرى!
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة