لم تكن مؤشرات فوز المشير عبدالفتاح السيسى باكتساح فى الانتخابات الرئاسية مجرد أمر وليد الصدفة، أو نتاج أى مجهود بذلته حملته الانتخابية، إنما جاء هذا الاكتساح فى حقيقة الأمر تأكيدًا على حب الملايين للمشير، والتفافهم حوله بعيدًا عن أية اعتبارات انتخابية، وبعيدًا عن أية تحركات لحملته الانتخابية التى- وبكل أسف- لم تكن على المستوى المطلوب الذى ينبغى أن يليق بمكانة المشير بين الناس فى جميع أنحاء مصر.
أقولها وبكل صراحة إن الحملة الرسمية للمشير السيسى لم تستطع أن تتواجد بشكل كبير بين الناس فى القرى والنجوع، ولن أكون مبالغًا إن قلت إنها لم تستطع حتى أن تملأ المساحة الكبيرة من الحب الذى يحظى به المشير داخل قلوب البسطاء، وهذا- من وجهة نظرى- يرجع إلى أن تشكيل الحملة الرسمية لم يكن موفقًا فى كثير من المحافظات، كما أن عددًا ليس بالقليل من أعضاء هذه الحملة فى كثير من المحافظات كان من الممكن أن يتسبب فى نتائج سلبية، لكن حب الناس للسيسى جعلهم يتجاوزون عن تلك الشخصيات المرفوضة مجتمعيًا، والذين كانوا يتباهون بأنهم فى حملة السيسى، والذين يعرف الجميع أنهم يراهنون على ما سيحصلون عليه من مكتسبات، خاصة بعد فوز المشير، وعلى الرغم من ذلك، فإن الجماهير تكاد تكون قد خرجت عن بكرة أبيها لاختيار السيسى رئيسًا لمصر حبًا فى الرجل، واستجابة لنداء الوطن، دون النظر إلى أن حملته متواجدة بينهم، أو أنها لم تكن موجودة أصلاً.
وعلى النقيض من ذلك، تتمة لما شاهدناه من الحملة الشعبية وغير الرسمية التى كانت تدار من خلال أشخاص، أعرف الكثير منهم بالاسم، فقد كان هؤلاء يعملون بكامل طاقتهم، كأنهم جنود مجهولون يواصلون الليل بالنهار طوال الفترة الماضية من أجل الوصول إلى أفضل النتائج فى هذه الانتخابات، فكل من تطوع وعمل ضمن حملة السيسى الشعبية البعيدة كل البعد عن حملته الرسمية، هم من الشخصيات الذين ينطبق عليهم الحديث الشريف «لله رجال اختصهم بقضاء حوائج الناس»، فقد كان هؤلاء الوطنيون الشرفاء يقدمون كل ما بوسعهم من أجل الناس، ويكرسون كل إمكاناتهم وقدراتهم من أجل خدمة البسطاء، حبًا فى الوطن، وحبًا فى السيسى، ولأنهم كانوا يفعلون ذلك دون انتظار حتى كلمة شكر، لكنت قد ذكرت أسماءهم واحدًا تلو الآخر، لأننى أعرفهم جيدًا، وأعرف نواياهم النبيلة، وإخلاصهم لهذه المهمة الوطنية، ولكننى أتوجه إليهم بتحية من القلب على ما قدموه لوطنهم وللرجل الذى حمى الإرادة الشعبية فى ثورة 30 يونيو، فاستحق أن نطلق عليه بجدارة «رئيس جمهورية الإرادة الشعبية».
وعلى الرغم من أن الخروج للمشاركة فى الانتخابات، والتصويت بنعم للمشير السيسى رئيسًا لمصر، لم يكن مقصورًا على فئة معينة، فإنه والحق يقال كانت المرأة المصرية فى المقدمة كعادتها دائمًا، حينما تشعر بالخطر يحيق بوطنها.. نعم لقد ضربت المرأة المصرية أروع مثل فى الوطنية، وفى قدرتها على تحمل المسؤولية بهذه المشاركة اللافتة للنظر، والتى جعلت الجميع ينحنى لها احترامًا وتقديرًا على استجابتها للنداء، ففى جميع لقاءاته الإعلامية كان المشير يحرص على مشاركة المرأة، فهو يضع كل ثقته فى المرأة المصرية، صاحبة التاريخ الوطنى المشرف، كما أنه يعتبر الشباب هم أمل مصر فى المرحلة المقبلة، فإذا كانوا يمثلون الآن نصف الحاضر، فهم بكل تأكيد يمثلون كل المستقبل، فالشباب طاقة هائلة يجب أن يتم استثمارها بشكل إيجابى، وبشكل يعود بالنفع على المجتمع الذى هو فى أشد الحاجة الآن إلى تكاتف الجميع.
لقد خرجت الملايين من البسطاء فى القرى والنجوع والمدن، فى جميع أنحاء مصر ليقولوا نعم للرجل الذى ضحى من أجل إنقاذ هذا الوطن، فهو وإن كان لا يحمل عصا سحرية لحل المشكلات فى غمضة عين، فإنه يمتلك ما هو أبعد من ذلك، إنه يمتلك القدرة على التفكير السليم، ويمتلك القدرة على اتخاذ القرار المناسب وبالشكل المناسب، وذلك لأن طبيعة شخصيته العسكرية التى تربى عليها تركت بداخله هذا الكم الهائل من الانضباط الذى قلما تجده إلا فى شخص ينتمى إلى المؤسسة العسكرية، وقد تربى فيها، تلك المؤسسة المشهود لها بالكفاءة العالية والإمكانات الرفيعة المستوى فى تربية وتنشئة الرجال على اجتياز المهام الصعبة، والصبر على الشدائد، واقتحام الصعاب بجسارة وشموخ وكبرياء وجرأة.
ومن هذا المنطلق، فإننى أناشد المشير السيسى أن يخرج على الجماهير بعد تنصيبه رئيسًا لمصر، وأن يصارحنا بالحقيقة، ويقدم لنا الصورة كما هى عليها الآن، لنكون على دراية بما يجرى من حولنا، ويصبح كل واحد منا مسؤولًا معه فى المهمة الصعبة التى تنتظره، وحتى يكون كل مواطن يعيش على أرض مصر شريكًا فى عملية النهوض بمصر.. ولأننا شعب يستند إلى تاريخ عريق، ويعود إلى حضارة تضرب بجذورها فى الماضى السحيق، لذا ليس من الصعب علينا أن ننجح فى تجاوز هذه المرحلة.
وعلى الرغم من أن مؤشرات هذا الفوز الذى حققه المشير عبدالفتاح السيسى مسألة فى غاية الأهمية، فإننى أرى غير ذلك، فأهمية الموضوع ليست فى حسم نتيجة الانتخابات لصالح السيسى، إنما تكمن فى مشاركة الملايين فى هذه الانتخابات، فتلك الملايين استطاعت أن تبعث برسالة قوية إلى العالم كله، رسالة شديدة الأهمية، حيث أكد الشعب المصرى من خلالها أن ما يجرى على أرض مصر الآن ما هو إلا انعكاس طبيعيًا لإرادة شعبية مائة فى المائة، وأن الأمر ليس كما تحاول أن تصوره بعض وسائل الإعلام المغرضة، والتى تعمل لصالح مخططات الجماعة الإرهابية المحظورة، وهى نفسها الصورة المغلوطة التى ظلت عالقة لوقت طويل فى أذهان بعض الدول الغربية التى كانت إلى وقت قريب داعمة ومؤيدة لتلك الجماعة الإرهابية المحظورة التى حكمت مصر على مدى عام كامل.
نعم، لقد كان الخروج بكثافة للمشاركة فى الانتخابات وسط هذا الجو الشديد الحرارة أبلغ رد على من يروجون الشائعات والأكاذيب التى تحاول تشويه صورة الشعب المصرى، فقد كان الشعب المصرى الذى تحدى ظروف الطقس الحار، وخرج إلى صناديق الانتخابات على يقين بحق السيسى علينا أن نرد له الجميل، وأن نعزف من أجله سيمفونية رائعة فى حب الوطن، وفى حب المشير السيسى الذى ينتظره الكثير والكثير من المهام الكبرى التى بكل تأكيد ستغير ملامح مصر إلى الأفضل إن شاء الله.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة