بالقطع فإن كلمة البرطعة التى قد يكون جمعها برطعات طبقا لقواعد «الوزن» فى اللغة العربية، والتى لا يظن الكاتب أن الكلمة تنتمى إليها فهو يجزم أيضاً أنها كلمة لم ولن تدرج فى القاموس السياسى المعروف وإنما قد تدرج خلال سنوات قليلة بجهد ملموس من الكاتب المعروف «فهمى هويدى»، نظرا لما يقوم به ويخرج منه فى أغلب الأحوال مما قد يطلق عليه البعض هرطقة سياسية، إلا أن الهرطقة مهما بلغت من الشطط فستظل حاملة لشىء من فلسفة ذاتية لصاحبها حتى إنها تدفع إلى الرفض العنيف، فتوصف بعد دراسات عميقة لضرب الحجة بحجة أقوى، وقد يذهب البعض لاعتناقها رغم رفض الغلب الأعم لها، لكن ما يخرج من الكاتب «فهمى هويدى لا يوجد بينه وبين أفعال المجموعات البشرية على اختلاف ألوانها الثقافية والاجتماعية أى تشابه واحد يُذكر إلا أن بعض المراقبين استطاعوا أن يجدوا أن البرطعة هى الأقرب إلى ما يخرج من فهمى هويدى، فهى حالة من الأفعال شديدة السطحية مصحوبة بإفرازات لم يفلح علماء اللغة فى إيجاد توصيف عام لها إذ أرادوا أن يبتعدوا عن الدقة اضطرارا لا اختيارا، لكن بعض الباحثين فى النهاية استطاعوا أن يجدوا فيما يفرزه هويدى دربا من دروب النفعية المحضة فعلى ما يبدو أن هويدى يجد فى إيران ضالته المنشودة فلم يقطع زيارته لطهران فى ظل أى من الأنظمة الثلاث التى تعاقبت على مصر منذ الثورة الخومينية فى إيران مما يضع أمام هذه الزيارات مئات من علامات الاستفهام حول علاقته بالنظام هناك، فهى لا تقترب من علاقة معارض مصرى معجب بنمط حكم بأى حال من الأحوال وإنما تكاد تلتصق بعلاقة مصلحة أصيلة مع نظام هو القمع السياسى بعينه، وبالعودة للأسبوع الأول من أكتوبر 2009 استقبل الرئيس الإيرانى السابق محمود أحمدى نجاد فهمى هويدى أثناء زيارته لإيران وكأن الرجل يعمق صلاته بالنظام لأعلى مستوى وظيفى فيه إن لم يكن مجالسا للأئمة والآيات، ووصفت وكالة أنباء «فارس» الإيرانية، هويدى بأنه «يعتبر من المنظرين المصريين المعارضين لمواقف حكومة حسنى مبارك، وأنه يدافع دائما عن مواقف النظام الإسلامى فى إيران، وهذه أرفع مقابلة من نوعها للكاتب المصرى مع المسؤولين الإيرانيين خلال زياراته المتعددة لطهران، ولا يخفى عن عين القارئ المتابع أن هويدى يعد من أكثر المدافعين عن السياسة الإيرانية المثيرة للجدل بل والتى ارتكب القائمون عليها مجموعة من أبشع المجازر تجاه مواطنيهم بدءا من مجازرهم تجاه مجاهدى خلق ذهابا إلى ضرب التظاهرات الشعبية بمدفعية نجاد الذى يجله هويدى، ولم يبرطع هويدى أبدا حول جرائم تنظيم الخمينى فى إيران وكذلك لم نرَ له إفرازات حول اختراق نفس التنظيم للسيادة المصرية، إلا أننا شاهدنا إفرازاته تنساب فى سرعة ليبدأ برطعته حول التشكيك فى تواجد ميليشيات مسلحة عالية المستوى فى ليبيا وكأن آية الله هويدى لا يعرف حجم وكفاءة تسليح نظام القذافى الذى استولت عليه الميليشيات هناك أو كأنه لا يعلم شيئا عن تواجد تنظيم القاعدة داخل الحدود الليبية أو لعله يريد أن يسبغ علينا انطباعا بأنه لم يكن يعلم أن ليبيا هى الملاذ الآمن لقيادات ميليشيات العنف الإخوانى أمثال صفوت حجازى الذى أعلن مرارا أنه سمسار أنفار للقتال فى سوريا الذى تم القبض عليه وهو فى الطريق إلى ليبيا!!
ما الذى يريده هويدى تحديدا؟ ولماذا يصر على علاقة مشبوهة بنظام بالقطع يستهدف الوطن بشكل مغاير عن الاستهداف التقليدى إلا أنه يظل استهدافا؟، السؤال هو: أما آن الأوان لمتابعة وتدقيق علاقة هويدى بالنظام الإيرانى وتنظيم الإخوان أم سنظل نعانى من إفرازاته وبرطعته لمدة أطول؟!
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة