هذا اسم رواية فاتنة للعبقرى نجيب محفوظ، وقد رأيت الاستعانة به لأنه يوضح بجلاء حال مصر الآن، فهى تنتظر مرور هذه الساعة على أحر من الجمر لتعرف لمن سيؤول حكمها؟ ومنتصف ليلة أمس سكت الكلام وحلّ الصمت الانتخابى، لينشغل الناس بمن سيختارونه فيعيدوا تقييم برامج وآراء المرشحين الوطنيين عبد الفتاح السيسى وحمدين صباحى.
من خلال متابعتى للناس فى شوارع ومقاهى القاهرة ليس عندى شك فى أن الإقبال سيزداد بكثافة على لجان الاقتراع يومى الاثنين والثلاثاء المقبلين، ولا أظن أن تهديدات الجماعة وأنصارها من الإرهابيين قادرة على إخافة المصريين ومنعهم من اختيار رئيسهم بحرية، لذا أتوقع أن تنهمر الحشود على اللجان، وأن تتقدم النساء المسيرة الانتخابية، لأن المرأة المصرية هى أكثر فئات المجتمع معاناة من وقف الحال، وكم يوجع القلب أن تشاهد سيدة تصطحب ابنها أو ابنيها تبيع المناديل فوق كوبرى أكتوبر فى عز الحر الشديد لتعول أولادها!
لقد مرّ أكثر من ثلاث سنوات على اندلاع ثورة يناير 2011، ومن يومها والمصريون يعكفون بضراوة على اصطياد عصافير المستقبل التى حرموا منها كثيرًا، فلما سرق الإخوان ثورتهم فى غفلة منا، صبروا عليهم قليلا حتى انتفضوا بالملايين ضدهم حين اكتشفوا ألاعيبهم وخبثهم ليستعيدوا ما فقدوه، لكنهم فوجئوا بحجم الغدر الساكن فى شرايين جماعات التشدد الدينى، وقد انفجر بركان الغدر هذا فى عمليات إرهابية خسيسة ضد الشعب وجيشه وشرطته.
لا ريب أن حصافة الإنسان المصرى سترشده إلى اختيار المرشح الذى يثق فى صدقه وإخلاصه ومقدرته على تنفيذ برنامجه، ولا شك فى أن التعب قد أنهك الملايين وباتوا فى أمس الحاجة إلى نسيم الاستقرار بحثا عن لقمة عيش شريفة ونظيفة. من هنا بالضبط يأتى اليقين بأن الشعب المصرى العظيم قادر – هذه المرة – على الاختيار الدقيق والصحيح، ومن هنا يتبلور الأمل فى حياة أكثر هدوءًا وجمالا ونظامًا.
أخى أيها المصرى الشجاع.. تعال معى إلى لجنة الاقتراع لنؤكد للعالم أجمع أننا قمنا بثورتين نادرتين ضد مبارك وزبانيته، ومرسى وجماعته من أجل حياة لائقة نستحقها عن جدارة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة