من حقى أحلم

من حقى كمواطن أن أعرف، هل ما حدث فى 25 يناير، قبل وما أعقبه وانتهى بتنحى نظام مبارك، قبل أكثر من ثلاث سنوات كان بالفعل ثورة، أم مؤامرة، وانضحك على الناس، وتم تهيئة الأمر لها وكأنه ثورة.. من حقى أن أعرف هل من قاموا بالثورة من الشباب كانوا بالفعل شبابا أتقياء أنقياء وأنهم كانوا بالفعل الورد اللى فتح فى جناين مصر، أم أن هؤلاء مجرد رأس حربة لإسقاط الدولة المصرية، وأن قصة الثورة السليمة كانت مجرد برافان يتحركون خلفه لتنفيذ أجندات أجنبية لتركيع مصر التى استعصت كثيرا عليهم، وكان الحل السحرى فى إسقاطها من الداخل. من حقى أن أعرف من هو الناشط السياسى، ومن هو المدون، ومن هو الناشط الحقوقى، ومن هو الخبير الاستراتيجى بعد أن أصبحت كل البلد خبراء، ومن الطبيعى أن أتساءل عن بقايا ائتلافات الثورة الذين صدعوا رؤوسنا فى كل مكان. من حقى أن أعرف كل حاجة عن أحداث 30 يونيو، حتى أستطيع أن أقتنع أنها كانت ثورة متكاملة الأركان، وأصيلة، وليست انقلابا على الشرعية وهل هى امتداد لـ25 يناير، أم أن هناك صداما بينهما؟
من حقى أن أعرف رؤية السيسى وصباحى لكيفية لم شمل البلد، سمها مصالحة، سمها إعادة اللحمة الوطنية، سمها ما شئت، المهم تكون هناك خطوة للأمام، شعارها تعالوا نبنى مصر. من حقى أن أعرف وأطمئن أن قضاء مصر مازال شامخا، وأن البيت القضائى بخير، وأن كل ما قد يتسرب من أخبار إنما هو حرب نفسية تستهدف هذا الركن الركين، لكنى مش مطئن. من حقى كمواطن أن أعرف الخبر، من غير رأى من ينقله، سواء كان صحفيا أم مذيعا، ومن حقى أن أقرأ وأسمع وأشاهد دون أن يحاول أحدهم إلزامى بوجهة نظره. من حقى وأنا بانتخب السيسى أو صباحى أحس بأن الدنيا فى بلدى اتغيرت، نفسى أحس أن فيه جديد يجعلنى أحلم بالأفضل فور إعلان النتيجة. من حقى أن أحلم بألا ينزلق أى من المرشحين إلى التراشق، وأحلم بأن يهنئ الخاسر الفائز، ويدعو الفائز الخاسر للمشاركة معه فى بناء مصر، ولا يكون قد حجز تذكرة عمرة لا يعود منها، من حقى أحلم، لأنى بصراحة بطلت أحلم، حلمت قبل كده كتير، وتحولت أحلامى إلى كوابس. من حقى أن أعرف صاحب الحق، من النصاب، والشهيد من القتيل. من حقى كمواطن أن أعرف، المعرفة حق أصيل.