محمد منير

عفوا "أولاد الرّكب"

الإثنين، 12 مايو 2014 05:05 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أولاد الرّكب يا سادة هم عكس أولاد السير، والمسيرة غير الموكب.. أولاد المسيرة هم أبناء هدف مبدئى محدد، أما أبناء الرّكب فهم أبناء غرض مؤقت، أبناء المسيرة طويلى النفس هادئى السريرة سماهم فى وجوههم من إثر القناعة، تراهم منفعلين عندما تحيط الأخطار بالأوطان.. أما أولاد الرّكب سيماهم على وجوههم من إثر الركوع تراهم مرعوبين عندما يغضب سيدهم، وتراهم منفعلين عندما تحيط الأخطار بمصالحهم.

أولاد الرّكب لا يعرفون طريق المعارضة.. وإذا عرفوه فتأكد أنه يشكل جزءا عظيما من دخولهم العظيمة دون أن يرتفع سقفه ليتساوى مع مواقف أبناء المسيرة.

دعونا من الهرطقات النظرية ولندخل فى الموضوع.. مثل شعبى جميل يقول "مألوش فى الورد عيب.. قالوا يا أحمر الخدين".

استميحكم عذراً لملل العبارات السابقة وربما يراها البعض غير مترابطة المعنى والهدف، ولهذا سأنتقل إلى التاريخ غير البعيد لعلى أكسر حاجز الملل فيما أكتبه..

أستاذ الجيل أحمد لطفى السيد- 1872- 1963م- وصفه "العقاد" بأنه أفلاطون العصر.. كان ديمقرطى الفكر والموقف وعندما رشح نفسه لعضوية البرلمان عن دائرة الدقهلية، خاف المرشح المنافس له من مواجهته، فاستغل الجهل وحداثة كلمة الديمقراطية آنذاك، وأشاع فى محيط الدائرة أن أحمد لطفى السيد ديمقراطى، وأن الديمقراطية تعنى الكفر، واتهم أستاذ الجيل باستبدال إيمانه بالله بالديمقراطية، وانتشرت الشائعة فى القرى، ورغم حب أهل الدائرة لأحمد لطفى السيد الذى كان يدافع بحق عن إنسانيتهم إلا أنهم كرهوه جدا وغضبوا عليه بعدما أكد لهم المرشح المنافس أنه ديمقراطى، وحذر أهل الدائرة من انتخابه لأنه ديمقراطى والديمقراطية كفر من عمال الشيطان، وعندما حضر أحمد لطفى السيد إلى الدائرة، سألوه عن ديمقراطيته، فأكدها وهو متفاخر ومبتسم.. وهنا خسر لطفى السيد الانتخابات وكسبها المرشح المنافس وغرقت الدائرة فى ضياع الجهل!!.

وفى حوار مع زميلى الرّكبى عاشق السلطة، قال لى حمدين جاب "فلوس الدعاية منين؟؟"، رديت "يا راجل دعاية إيه دى يافطة قايمة ويافطة نايمة؟".. رد "لأ معاه ناس بتسافر وبتدعى له" رديت "عايز رئيس جمهورية من غير محبين ولا مؤيدين؟".. قال "حملته بتاخد تبرعات".. رديت "ده المصدر الطبيعى فى الانتخابات غير كدة يبقى مش طبيعى".. همس فى ودنى بالتقيلة وقال لى "ده ناصرى اشتراكى".. وهنا قلت له "يا ساتر يا رب هو فيه الداء ده.. ربنا يكفينا شره".








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة