هل يتصور باسم يوسف أن السياسيين والإعلاميين الذين يشبع فيهم تريقة ومسخرة وقلة قيمة، سيقولون له: «برافو يا باسم يابو دم خفيف»، أم العين بالعين واللسان باللسان وقلة الأدب بقلة الأدب والبادى أظلم، خصوصا أن انتقاداته تافهة وسطحية، وتركز على أخطاء شكلية وعفوية يقع فيها الإعلاميون فى برامج الهواء بحسن نية، فيتربص بهم ويضخمها وينزعها من سياقها، ثم يستكمل التطاول بعبارات مسيئة وحركات بالعين والحواجب والشفتين خادشة للحياء وتسبب الحرج، وكأنه يقول لمن يتناوله «ههزأك وأضحك الناس عليك»، ثم يتباكى الدراويش على حرية الإعلام والهامش المحدود والدولة القمعية، وغيرها من مرثيات الابتزاز فى كل الأزمنة والعصور.
باسم يوسف «يلبد لخصومه فى الدرا» ويسهر معدو برنامجه ليل نهار لمتابعة تسجيلات الشخصيات المستهدفة، فيلتقطون هفوة أو حركaة أو انفعالا هنا وهناك ويبنى عليها انتقاداته السطحية السخيفة، وهو نوع جديد من برامج التلصص والبصبصة، ولو أعد باسم حلقة عن نفسه بنفس المنهج والأسلوب فسوف يكون قمة فى المسخرة، يعنى هو إعلام فاسد بلا رسالة ولا قيمة ولا هدف، إلا مطاردة شخصيات عامة فى المجتمع وقذفهم بالطوب والحجارة والبيض الممشش، ثم استدعاء ضحك هستيرى من جمهوره الذى يحضر تسجيل الحلقات بالإيجار، إعلام أسود وسوادوى يهدم القيم ويدمر المبادئ، ويهبط بالرسالة الإعلامية إلى الدرك الأسفل من الانهيار.
ليس من قبيل المصادفة أنه لا يستهدف فى برنامجه سوى الشخصيات المؤيدة لـ30 يونيو, مثل مرتضى منصور ومصطفى بكرى وأحمد موسى ولميس الحديدى وغيرهم، ودون لجوء لنظرية المؤامرة فهو يتعمد تسفيههم وإهدار مصداقيتهم أمام الرأى العام، يعنى «يضحك الناس عليهم»، وهى لعبة تآمرية قديمة ومكشوفة «إذا أردت أن تدمر خصمك ضحك الناس عليه»، ودون أن أتهمه بتنفيذ أجندات أمريكية وغير ذلك من الكلام الذى لا أستطيع أن أثبته ولا يستطيع هو أن ينفيه فقد أراد باسم أن يكرر نفس اللعبة التى لعبها مع المعزول والإخوان، مع السيسى ومؤيدى 30 يونيو، ولكن لأنه «أبيض» وسطحى وغير مسيس ويقلد أسلوب أراجوزات الموالد الشعبية، فلم يفهم معنى ثورة شعب انشقت عنه الأرض لينقذ بلده، فاستخف بمشاعره وأراد أن يجرب نفس نظرية «جبنة نستو يا معفنين».
أسأل الذين يدافعون عن باسم: ماذا تفعلون لو تلصص عليكم وسخر منكم وحاول إهدار كرامتكم؟ وإذا كان فى يده سلاح للهجوم على الآخرين، ففى يد مرتضى منصور وغيره أسلحة أشد فتكا ولا يمكن أن نقول له «إذا ضربك باسم على خدك الأيمن أعط له الأيسر»، وبقية الإعلاميين لهم برامج يومية وجمهور ومشاهدون ويستطيعون أن يكيلوا له الصاع صاعين وعشرة، لأن برنامجه لا يناقش قضايا ولا يطرح آراء، ولكنه ردح وتشويه وتجريح وسماجة وتقل دم وإسفاف وبصبصة وتلصص من خرم الباب، والعملية كلها صناعة منتج فاسد يتم تغليفه فى ورق سولفان، ليخطف العين ويجذب النظر، إنها الطريقة الأمريكية فى البهرجة التى لخصها مكتشف «مادونا» النجمة الأولى بقوله: «لقد كانت قطة جرباء جئنا بها من بالوعات نيويورك».
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة