لم تكن زيارة المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء لمصانع الحديد والصلب بحلوان، مجرد زيارة رسمية، بل هى تشير إلى بداية مرحلة جديدة من دخول مصر إلى مرحلة إحياء الصناعة المصرية التى كادت أن تتهاوى منذ أكثر من ثلاثين عاما.. كانت هناك فقط تتعالى الشعارات، ولكن بدون صناعة حقيقية ووصل الأمر فى النهاية إلى بيع أصول أهم مصانع وشركات مصر.. وتشريد عشرات الآلاف من العاملين بها.. اليوم يتم تصحيح مسيرة الصناعة الثقيلة فى مصر وعودتها إلى حجمها الطبيعى.. اليوم يزور «محلب» أكبر صرح صناعى تم تشييده فى عهد الزعيم الخالد جمال عبدالناصر.. وفى شهور بسيطة من افتتاحه نجح فى تحقيق طفرة صناعية كبرى.. وكان وقتها المهندس عزيز صدقى أول وزير صناعة فى مصر عينه عبدالناصر فى السادسة والثلاثين من عمره، وكان أصغر وزير فى وقته وفى نفس الوقت أطلق عليه لقب أبو الصناعة فى مصر.. لأنه حرك الماء الراكد وأصاب الهدف فى تشييد عشرات المصانع الكبرى التى كانت بمثابة حجر الزاوية فى الصناعات المصرية الحديثة.. كان عبدالناصر فى الستينيات يبنى المصانع والشركات من منطلق أن الصناعة هى أهم جذور الحضارة الحديثة، وتقف إلى جوار معالم النهضة الحقيقية فى تحقيق التنافس مع الصناعات العالمية.. اليوم تجىء زيارة المهندس محلب لمصنع الحديد والصلب بحلوان لنطمئن معه أن الدولة جادة فى اللحاق بالصناعات العالمية الحديثة، نحن نتسلم اليوم صناعة مصرية منحدرة ومتدهورة بعد أن أغلقت أبواب الكثير من المصانع الكبرى، وكادت تتهاوى الصناعة إلى غير رجعة.. لم تكن مصادفة أن نصل إلى هذه المرحلة.. بل كانت بكل المقاييس مؤامرة صهيونية أحيكت بدقة لتدمير الصناعة المصرية.. وتم ذلك بسرعة شديدة أذهلت الجميع.. كانت الخصخصة تدار على قدم وساق وتمحو بهدوء كل آثار الصناعة، اليوم نجد القضاء المصرى الشامخ يعيد الحق إلى أصحابه وقد قرر بعد الفحص والدراسة إعادة كثير من المصانع إلى الدولة وإبطال قرار خصخصتها.. وبهذا ينقذ الصناعة من جديد من هذا الانهيار المزمع منذ المؤامرة المشبوهة التى كادت أن تؤتى ثمارها الحزينة وترمينا بالفشل إلى غياهب الموت، إلا أن إرادة الشعب التى أشعلت ثورة 30 يونيو لم تكن من الممكن أن ترضى بضياع حقوقنا وحقوق الشباب والأجيال.. بدأت الثورة بالفعل تأتى بنتائجها الصالحة وتزرع الأمل للشعب أننا نسير فى الطريق الصحيح، زيارة المهندس إبراهيم محلب لمصنع الحديد والصلب فى حلوان ليست مجرد تشجيع لاستمرار أكبر وأهم صناعة تعرفها مصر.. بل هى لإزالة المشاكل والشوائب التى تراكمت فى هذه الشركة وهى من توابع الإدارة التى كانت تسود مصر منذ سنوات طويلة حتى صارت هى الأقرب إلى الموات.. محلب يضع خبرته كمهندس وإدارى وأعلى مسؤول تنفيذى فى مصر حاليا.. يضع خريطة جديدة يرسمها لإعادة إحياء الصناعة المصرية بكل شموخها، وهى تشجيع للشعب أننا نسير على موكب التطوير وليس التراجع على خطى ردم الصناعة المصرية.. الزيارة جاءت لتؤكد مجموعة من القيم والثوابت وتضخ الأمل أمام عيون أهل الصناعة والفكر السياسى السباق.. هى بعث جديد ليس لصناعة الحديد والصلب فقط، بل هى بعث للصناعة العائدة من غرفة الإنعاش إلى أفضل حالات التعافى بإذن الله سبحانه وتعالى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة