أعرف أشخاصا كثيرين مخلصين للكتابة قابلتهم فى الطريق، بينى وبينهم شعر وقصة وحكايات شجية، ألتقيهم على فترات متباعدة وينتهى الكلام بيننا بسرعة، بعضهم أتابع إنتاجه فى مجلات وصحف مثل الثقافة الجديدة وأدب ونقد، أفرح عندما ألمح عملا مختلفا ولا أحزن إذا لم ألمح شيئا، معظم هؤلاء من الأقاليم التى أنا منها أو من القاهرة التى هى إقليم، ألتقيهم فى الاحتفالات الموسمية مرة أو مرتين فى العام، أكون سعيدا لرؤيتهم وأتفادى الكلام فى السياسة والصحافة، بالسؤال عن الأهل والعمل، هم يعرفون أننى أعبر عن رأيى هنا أو هناك بتلقائية قارئ له انحيازات بسيطة يحاول أن يدعمها.
قطاع كبير منهم يعتقد أن مؤامرة تحاك ضده فى مكان ما بالقاهرة من أجل أدباء أقل قيمة وأقل وطنية، لو قابلت أحدهم فى معرض الكتاب وتأملت الكتب التى يشتريها تعرف أنه لا زال هناك وغير مقتنعين بحيوية وموهبة الشباب، هم ضد الكتابة الجديدة التى تكون أحيانا صادمة ويسبون كتابها بألفاظ نابية، هم لا يعرفون أن الدنيا تتحرك للأمام وأن الكتابة لا حدود لها وتدخل كل يوم فى منطقة جديدة وأنه يجب أن تكون متابعا للفن التشكيلى والمسرح والسينما وتترك نفسك مع الأعمال الطازجة بدون آراء مسبقة وهذا يعنى أن تكون رحبا مع العالم لأنه لا يوجد بالفعل أحد ضدك وأن الأدب فى حاجة إلى قلمك وكتاباتك مع المختلفين عنك ومعك هى أهم ما يحدث فى مصر الآن، أتفهم الخراب الذى حدث فى الأقاليم بسبب غياب وزارة الثقافة، وورطة أن تكون مبدعا ولا تجد من تتحدث معه.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة