فى الصفحة الأولى من أهرام الأربعاء عنوان دال منطوقه «محلب: لن نسكت على أزمة الكهرباء»، وفى الصفحة الأخيرة من «المصرى اليوم» عبارة غاضبة للفنان عادل إمام هى «مش معقول كده»، احتجاجًا على انقطاع التيار الكهربائى فى أثناء تصوير مسلسله «صاحب السعادة».
فإذا استبشرت خيرًا من عنوان الأهرام، وقلت إن الحكومة منشغلة فعلًا بتقديم حل لانقطاع الكهرباء، فرجاء طالع التصريح كاملًا لتكتشف أنه خال من حل حقيقى، فرئيس الوزراء يقول «إن وزارة الكهرباء ستعمل على الاستفادة من البحث العلمى فى مجالات الطاقة الشمسية من أجل توفير الطاقة الكهربائية».
أى بالبلدى «موت ياحمار»، لأننا سننتظر حتى تشرع وزارة الكهرباء فى «الاستفادة» من البحث العلمى «لا أعرف كيف سنحقق هذه الاستفادة ونحن لم نتقدم فى مجال البحث العلمى هذا طوال أربعة عقود»، وبالتالى لا نعلم بالضبط متى سيحقق الباحثون إنجازهم ويستولدون الكهرباء من الشمس؟!
ما من أحد فى مصر الآن إلا ويشكو من حكاية «قطع النور»، كما أن الشعب يتعجب ويتساءل: ألم تمنحنا الدول العربية الشقيقة مليارات الدولارات لمواجهة المشكلات الضخمة فى مصر؟ فأين هى؟ وفيمَ تنفق إذا لم توجه إلى حل مشكلات الناس اليومية؟ ولا أعتقد أنه يوجد أهم من استرداد حق الحياة فى النور لدى أى إنسان.
أجل.. لم تتغير سياسات مبارك البائسة، لا مع المجلس العسكرى، ولا مع سلطة 3 يوليو، وكل المؤشرات تؤكد أن هذه السياسات لن تمس من قبل الذين يملكون السلطة الآن. أما جوهر هذه السياسات المشبوهة فأنت تعرفها أكثر منى، وتتلخص فى الانحياز الفج الصريح لشريحة اجتماعية لا يتجاوز عددها عشرين ألف شخص ومَنْ حولهم، فلهذه الشريحة فقط تدار الدولة، وتنفذ الخطط حتى تزداد أرباحها وتتراكم، بينما الملايين من أبناء الشعب أسرى الفقر والفوضى والزحام والقبح.. وأضف «الظلام» إلى هذه القائمة التعيسة! يبقى سؤال: هل سيستطيع عادل إمام الانتهاء من تصوير مسلسله قبل حلول شهر رمضان المبارك؟ أم أن انقطاع الكهرباء سيضطره إلى تأجيل التصوير؟
سؤال لن يجيب عنه وزير الكهرباء، ولا رجال البحث العلمى، ولا حتى رئيس الوزراء نفسه!
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة