خلاف عادى بين مواطن، ومواطن آخر بسبب التزاحم على دخول المترو فى محطة الشهداء، انتهى بأن وجه أحدهم سبابا للآخر، وكان ملتحيا وقال له «آدى اللى أخدناه من بتوع الدقون»، ليس بعيدا عن هذا ما حدث وما زال يحدث فى أغلب المواصلات العامة، وحتى الميكروباصات التى يصر بعض سائقيها على عدم الوقوف لأية منتقبة، وإذا ركبت فقد ينتهى الأمر بخناقة بينها وبين بعض الركاب الذين يحرصون على التحرش اللفظى بها، على اعتبار أنها بالضرورة: إما إخوانية إرهابية، أو تشجع على الإرهاب، أو ربعاوية، ستترك كيسا فيه قنبلة لتحويل الركاب إلى أشلاء. الإخوان جعلوا الناس تكفر بالإسلام السياسى، بل وتكره الدين ومن نقول عليهم المتدينين، وحتى رجال الدين، كلهم زمرة واحدة، وبعد ثورة يونيو تجد أن هناك العشرات من أسماء رجال الدين التى كانت ملء السمع والبصر قد حرقت، وتوارت عن المشهد أو لم يعد لها التأثير الذى كان على الشارع المصرى، نفس الأمر حدث مع تراجع رهيب لحجم المشاهدة للبرامج الدينية، حيث تسبب الإخوان بأفاعيلهم فى أن يدير المجتمع ظهره لسمته الإسلامى، وإلا بماذا تسمى استفحال قنوات «الهشك بشك» والرقص على واحدة ونص.
أرصد، كما رصدت كل الهيئات البحثية، وشركات مراقبة حجم المشاهدة للبرامج الفضائية، انصراف الناس عن متابعة برامج «التوك شو» والموضوعات السياسية، للأسف الدينية، إلى قنوات تقدم مسابقات «أفضل راقص وراقصة، وأفضل صوت» وغيرها من البرامج التى تشعر وأنت تشاهدها أن الخير يعم العالم العربى، وأن كل مشاكل مصر قد انتهت، وأنه لم يعد ينقصنا هذه الأيام سوى التصويت لفلانة أو علانة.
الأخطر من كل هذه الظواهر التى تسبب فى ظهورها رجال الإسلام السياسى، والمتاجرون بالدين، هو تنامى ظاهرة الإلحاد بين قطاع من الشباب، بل والمجاهرة بذلك، وإنشاء العديد من الصفحات على الفيسبوك للترويج له.. سعى الإخوان إلى الحكم، وحصلوا عليه رافعين شعارهم الكلاسيكى: الإسلام هو الحل، وكانت نتيجة تجربتهم الفاشلة عبئا على هذا الدين الخاتم، ولكن يبقى أن نعى وندرك أن العيب ليس فى الإسلام، ولكن فى الذين يدعون أنهم يحملون تفويضا إلهيا بالتحدث باسمه، لذلك فأنا أتمنى أن يعيد المجتمع المصرى توجيه بوصلته على الإسلام الوسطى، ولا يتخلى المصرى عن تدينه الفطرى بسبب جرائم بعض الذين تاجروا بالإسلام.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
M Z
عايز ايه عمنا
يعنى ايه المطلوب