كل واحد فينا يرى نفسه على حق.. والدنيا كلها على الناحية الأخرى على خطأ.. وإيمان أو قناعة أى إنسان بأنه على حق لا يعنى بالضرورة وفى الحقيقة أنه كذلك!
وكثيراً ما نصور لأنفسنا أو نوهم لها أن الواحد منا هو أطيب إنسان وأفضل إنسان وأننا لا نخطئ أبداً وأن الآخرين من حولنا هم الذين يرتكبون أو يبدأون بالخطأ! ونحن دائما الأبرياء والمجنى عليهم وبقية الناس من حولنا هم المتهمون والجناة!
وفى داخل كل إنسان محام يدافع عنه فى الحال بالحق وبالباطل!
وهذا المحامى الوهمى الذى فى أعماق كل إنسان هو الذى يدافع عن أخطائه ويقدم له المبررات لهذه الأخطاء والخطايا وفى نفس الوقت فإن وكيل النيابة فى أعماقنا والذى يلعب دور الضمير ينكمش ويتراجع أمام بلاغة وفصاحة محامى تبرير الأخطاء الخاصة بكل إنسان.
وإصرار الإنسان على أنه على حق هو السبب الأول الذى يجعله يختلف مع الآخرين ويصطدم معهم وبهم. والغريب أنه فى نفس الوقت الذى نبرر فيه أخطاءنا ونحاول التهوين من شأنها أمام أنفسنا وأمام غيرنا فى نفس الوقت نقوم بتهويل أخطاء الغير من حولنا، والمبالغة فيها، ونقيم المحاكمات القاسية للآخرين، بينما نعطى أنفسنا البراءة مقدما فى أى محاكمة قد نقف فيها موقف المتهمين!
تلك طبيعة البشر وتكوينه الذى خلق عليه، وهى فى نفس الوقت موقف صراع النفس البشرية بين حب الأنا وموازنة العدل البشرية.. بين أن أكون «أنا ومن بعدى الطوفان»، وبين حالة الصلح الحقيقى مع النفس ومع بقية الكائنات!
هى دروس علمتنى إياها الحياة.. لكنها دروس جاءت متأخرة!
فما أكثر من ظلمت وأنا أنظر لمن حولى بنظارة الأنانية الإنسانية. وما أكثر من أود الاعتذار لهم لأننى كنت قاسياً وأنا أنظر إلى أخطائهم، ورحيماً وأنا أواجه أخطائى!
لا يعرف التسامح إلا المحظوظ الذى يقفز فوق أنانيته!
يا رب.. اجعلنى من هؤلاء المحظوظين.. هذا دعائى.. من القلب!
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة