أثار سقوط شبكة (عوفاديا) الإسرائيلية فى فخ مخابراتنا المصرية عدة أسئلة حرجة تنتظر الإجابة الحاسمة من الرئيس الجديد لمصر، وبعد أن انفردت اليوم السابع بنشر التحقيقات فى هذه القضية الخطيرة من خلال الصحفى الموهوب محمود سعد الدين، فإننى أقترح إجراء حوار عام حول مستقبل العلاقات المصرية الإسرائيلية، شريطة أن يتسم هذا الحوار بالهدوء والاتزان بعيدًا عن صخب الفضائيات وضجيج الإعلام!
الكل يعلم بطبيعة الحال أنه فى السنوات الثلاث الأخيرة انشغلنا جميعًا بمصر ومستقبلها، بعد أن طردنا حاكمين مستبدين من عرين الرئاسة، والكل يدرك أن هناك من الجماعات المتاجرة بالدين من يتربص بالشعب المصرى، فيهدد ويروع ويقتل، الأمر الذى جعل الجميع فى حرب مع هذه الجماعات التى هبطت علينا من القرن الثامن عشر لتحاول السطو على القرن الحادى والعشرين! والنتيجة المصاحبة لهذه الأحداث الجسام هى شحوب اهتمامنا بإسرائيل، برغم أنها العدو الواضح المتوجس الذى يقف على باب بيتنا يرصد ويتنصت ويتجسس!
أدرك طبعًا أن إسرائيل هى الابنة الشرعية لأمريكا والقوى الأوروبية وأنهم سيدافعون عنها بكل السبل، وبالتالى علينا الانتباه جيدًا عندما نضع استراتيجية للتعامل مع إسرائيل، فلسنا فى وضع يسمح لنا بحرب، ولا نريد أصلا أن نشعل أتون المعارك على الأقل فى هذه الأوقات، لكن علينا فى الوقت نفسه أن نكون على أهبة الاستعداد فى أى لحظة إذا فكرت إسرائيل فى الغدر بنا، أو إذا التقطت الضوء الأخضر من القوى الكبرى لشن هجوم أو ارتكاب مؤامرة!
لا يغيبن عن فطنة اللبيب أن مصر محط أنظار العالم منذ قرون، وأنها مطمع للذين امتلكوا المال والجاه والسلاح على مر العصور، وحين وصل بونابرت إلى مصر عام 1798 قال إن من يحتل مصر يحتل العالم، أما الفيلسوف الألمانى ليبنتز (1646/ 1716) فقدم إلى لويس الرابع عشر ملك فرنسا عام 1672 مذكرة سرية من 300 صفحة عنوانها (غزو مصر) يستحثه فيها على العمل سريعًا لاحتلال مصر لأن مفتاح القدس فى القاهرة، وهو ما فعله نابليون بعد 126 سنة!
ترى.. ماذا سيفعل الرئيس القادم لمصر مع إسرائيل؟ وكيف سيدير هذه العلاقة الحرجة والدولة الرسمية المصرية ارتبطت بمعاهدة (سلام) مع أكثر الدول شراسة فى العصر الحديث؟
أسئلة أطرحها علينا نحن المصريين قبل أن أوجهها إلى الرئيس الجديد!
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة