يحز فى نفسى، يؤلمنى ويثقل على قلبى هذا الإحساس بالمرارة والأسى على مصر، وأن أولادها اجتمعوا على هدمها وقتلها، وكأن الوطن هو العدو، وكأنهم قد اتفقوا على انتحار جماعى مجنون، فلا وطن ولا مواطنين!
الكل ينهش فى جسد مصر.. الذين لا وطن لهم إلا عقيدتهم الضالة والمضللة، والذين بجهلهم يتخذون مواقف لا عقل لها، ولا معنى، الكل يحمل سكينًا أو خنجرًا ويذبح وطنه بقسوة.. رجال سياسة كاذبون، وإعلام طائش ليس له عقل يهدم ولا يبنى، وزعماء وأنبياء لا هم زعماء ولا أنبياء.. أيضًا كاذبون!
أولاد بلدى اجتمعوا على قتل بلدى وبلدهم من كل فئة وقبيلة، حتى يتفرق دم الوطن بين طوائفه وقبائله، ولا نعرف من القاتل.. هم أم هؤلاء أم نحن؟ من هم الثوار ومن هم الأشرار؟.. لم نعد نعرف!
شعارات مملة لا معنى لها يصرخ بها الجميع.. الكل يزعم أنه الوحيد الذى على حق، والباقى على باطل فى ضلال.. الكل يؤكد أنه يحتكر الحقيقة، وبقية الناس جهلة لا يعرفون مصلحتهم ومصلحة بلدهم، وتجار البطولة والوطنية أصبحوا أكثر من الهم على القلب!
وكأن هذا الوطن أخذوه تركة من أبيهم وميراثًا نجسًا يجب التخلص منه وحرقه، حتى أصبحت زجاجات المولوتوف فى حقائب الشباب الجاهل أكثر من باقات الزهور فى عيد الحب!
كل واحد فى هذا البلد أصبح زعيمًا يخطب على القهوة، وكأن ملايين الجماهير قد منحته توكيلًا ليتحدث باسمها، ويحدد مصيرها.. كل واحد أصبح مفكرًا ومحللًا سياسيًا حتى لو كان بائع بطاطا.. الكل أصبح «أبوالعريف» وشاشة وصحيفة.. القوالب فى غيبوبة نامت، و«الأنصاص» على رؤوسنا قامت، وأصبحت مصر التى فى خاطرى «مسخة» يطمع فيها العدو والقريب.
حزين أنا على بلدى التى ولدت وعشت فيها.. عرفتها وعشقتها.. سجنت من أجلها، وأعطيتها سنوات العمر عملًا وإخلاصًا، وأصبحت اليوم فيها ضيفًا غير مرغوب فيه.. غريبًا فى بلدى، أتمزق وأنا أراها تذبح على أيدى من يحملون جواز سفر مصريًا وهم أعداء لمصر!
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة