تراودنى نفسى «الأمارة بالسوء» بفكرة رأيت استشارة القراء الأعزاء باعتبارهم «أهل المشورة» لأى كاتب يحترم القارئ، سواء كان مؤيدًا أو معارضًا، والأمر ببساطة أننى سأتوجه للجنة العليا للانتخابات، لأقدم أوراق ترشيحى لانتخابات الرئاسة المقبلة. بعد ذلك سأعلق بضع لافتات تحمل صورتى واسمى لن تكلفنى كثيرًا، ثم أواصل حياتى بشكل معتاد، فلن أطالب أحدًا بانتخابى، ولن أقيم مؤتمرات انتخابية، لأننى موقن بخسارتى، لكننى سأقدم على الترشح طمعًا بلقب فخيم هو «المرشح الرئاسى السابق» وأكثر وجاهة من «الكاتب الصحفى» فما أكثر هؤلاء، بالطبع سأشارك بعدة مقابلات تليفزيونية لأقول إن برنامجى يتلخص بهدف وحيد هو الطمع باللقب الوجيه، وأننى ربما لا أذهب للمشاركة بالاقتراع، ولو ذهبت فسأنتخب مرشحا آخر تعرفونه، المشير السيسى، وبهذا أكون صادقا مع نفسى والقراء ملتزما بالشفافية، دون صخب ولا شعارات براقة، ووعود أدرك أننى لن أستطيع تحقيقها، وطبعا لم أزعم يوما أننى «ثورجى» ولا مناضل، بل مجرد مواطن يحترف الصحافة منذ عقود، ولم يحقق خلالها ثروة ولا منصبا، بل العكس، لاحقتنى متاعب لا حصر لها.
سيصف البعض هذا بالتهريج والعبث، وهذا صحيح، لكننى لست وحدى الذى يمارس هذا العبث، فهناك كثيرون يرتكبون أسوأ الموبقات، كأن يلعبوا مع الإخوان واليساريين والفلول والأنظمة المتعاقبة، والدول الصديقة والمعادية، وحصدوا الشهرة والثروة والمناصب، فلماذا تستنكرون محاولة سعى لموضع بالساحة، بمجرد الحصول على لقب يتباهى به أبنائى على رفاقهم، وأكتبه بسيرتى الذاتية وبطاقتى الشخصية؟!
سأكون سعيدا كلما ازداد عدد المرشحين، وتكون المنافسة حقيقية، يقدمون فيها برامجهم الانتخابية وتصوراتهم لمواجهة أزمات مصر، حتى لا يزعم المتربصون أنها كانت استفتاء وليست انتخابات، وأقولها بصراحة رغم أننى لست من هواة الانتخابات، ولم يسبق لى خوض أى نوع منها، لكننى أفكر بالترشح لاقتناص «اللقب الفخيم» الذى سيُشكّل حماية تحول دون المساس بشخصى، وتُثير شهية الصحف المحلية والأجنبية لإجراء المقابلات، وتضعنى على خريطة المؤتمرات الدولية، ومغانم أخرى.
هذه مجرد «فانتازيا سياسية» لكنها كفيلة بإثارة حفيظة المُتشنجين لممارسة «فنون الردح» بمدارسه المختلفة، البلدى منها والأمريكانى، لذلك أطمئنكم بأن هذه ليست سوى دُعابة ساخرة وسط المشهد السياسى المأزوم، وأننى واثق باكتساح مرشح القاعدة العريضة من المصريين الذين يُدركون حجم المخاطر التى تصدى لها «الرجل والمؤسسة» مما رسّخ قناعة لدى المزاج الشعبى، بضرورة الاصطفاف خلف شخصية حازمة ومنضبطة، لمواجهة عنف وإرهاب الإخوان، ناهيك عن تحديات داخلية وخارجية بالغة الخطورة، تتطلب تكاتف الجميع، فحكم مصر ليس مغنما خلال هذه المرحلة، بل مهمة قاسية.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة