دينا شرف الدين

محكمة التاريخ لا تُحجب عنها أدلة الاتهام!

الجمعة، 05 ديسمبر 2014 06:26 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أنا مش هابيع الصدق بالأكاذيب
ولا أقولش للحمل الوديع يا ديب
ولا أقولش للديب يا أعز حبيب!
من كلمات المبدع سيد حجاب ما يغنى عن الشرح والإسهاب.

قامت الدنيا وانقلبت بعد حكم القضاء ببراءة مبارك والعادلى ومساعديه فى قضية قتل المتظاهرين!.. نعم فهى مسألة شائكة وثأر لشهداء سقطوا دفاعاً عن كرامة الوطن وكرامتنا جميعا وكنا ننتظر وذويهم القصاص العادل من الجانى.

لكننا بعد مرور أربعة أعوام على هذا الحدث الجلل، مررنا بأحداث كثيرة وتكشفت حقائق مثيرة وأُضيفت أدلة جديدة واحدة تلو الأخرى فى تلك القضية تحديدا، كما حُجبت فى المقابل أدلة أخرى عن القضاء، مما غلّ يد القضاء المصرى التى لا أشكك فى نزاهتها وحياديتها، فلا أُبرّئ ساحة الداخلية والرئيس الأسبق من أى شبهة خاصة بقتل المتظاهرين تماما لأنه ربما تكون هناك الكثير من التجاوزات الفردية دون أمر مباشر بذلك، لكننى لا ألوم القضاء على عدم ثبوت أدلة الاتهام المقدمة!.

كما لا أبرّئ ساحة الإخوان المجرمين ومواليهم من النصيب الأكبر فى قتل الثوار يوم ٢٨ يناير من فوق أسطح المنازل كما رأينا جميعا! أى أن شهداء الوطن الأبرار من ثوار يناير تفرقت دمائهم بين القبائل! فصبرٌ جميلٌ والله المستعان.

الغضب الكبير الذى اعتلى وجوه الكثيرين وبادروا باتهام القضاء المصرى بالتحيز والتسيس، غير موضوعى على الإطلاق! فما يخرج من أحكام ما هو إلا بناءً على الأوراق التى أمام القاضى وتوافر الشهود.

كما يجدر بنا ألا نتجاهل كلمة القاضى المصرى المحترم التى ألقاها قبل رفع الجلسة مباشرة، عندما تحدث عن الرئيس الأسبق الذى ظل قرابة الست وثلاثين عاما، ما بين نائب لرئيس الجمهورية ورئيس لها، والذى شهدت سنوات حكمه انحدارا أخلاقيا وفسادا قد نال من المصريين فأفقرهم وجرف عقولهم وأمرضهم، ومكّن زمرة بعينها من المحاسيب والمقربين من التنعم بخيرات البلاد والاستحواذ عليها على حساب الشعب المقهور!

وختم كلماته بأن القانون لا توجد به نصوص خاصة بالعقوبات لمثل هذه الاتهامات التى نعلمها جميعا و لا توجد أحكام خاصة بها، لكنه التاريخ! فلنترك الحكم على مبارك وفترة حكمه بما لها وما عليها من فساد وجرائم لا يعاقب عليها القانون لحكم التاريخ..

وهذا ما أود وقلبى يعتصره الأسى أن أؤكد عليه، فلن نبيع الصدق بالأكاذيب، ولن ننسى أن جرم مبارك وجوقته الفاسدة هو ما أودى بمصر ودفعها دفعة قوية للقاع فى كل مناحى الحياة، فكانت أنانيته وديكتاتورية نظام حكمه، وتجزأ مبادئه هى السبب فى ما نحن فيه الآن! فهو أيضا من سمح لجماعة الإخوان بالوجود والتغلغل الخبيث فى جسد مصر مقابل الإبقاء عليها كفزاعة بديلة عن فساد واستبداد حاشيته الحاكمة!.

ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون، فرغم أنه تمت تبرئة مبارك ورموز نظامه بساحة القضاء المصرى لعدم ثبوت أدلة الاتهام "فلن تُحجب أدلة الاتهام التى وجهها إليه شعب مصر عن ثلاثين عاما تجرفت فيها البلاد والعباد أمام محكمة الحق والعدل الإلهية، وكذلك محكمة التاريخ.

وأخيراً ولن يكون آخراً: بنو وطنى، لا تقدموا مصر على طبق من فضة للخونة المترقبين، الذين يتحينون لحظات الغضب الكبير، فيندسون ويتيهون مجددا بين الغاضبين! لكننا تعلمنا الدرس جيدا، فغضبنا يختلف كثيرا عن غضبهم! نحن نثور ونغضب للحق والعدل، وهم يفتعلون الغضب لغرضٍ فى نفس يعقوب!








مشاركة

التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد المصري

مقال رائع و أسلوب أروع

تحياتي أستاذة دينا علي مقالك

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد المصري

مقال رائع و أسلوب أروع

تحياتي أستاذة دينا علي مقالك

عدد الردود 0

بواسطة:

Egypt

سيد حجاب مبدع و أنتي مبدعة لاستعانتك بأجمل كلماته

لا تعليق

عدد الردود 0

بواسطة:

مصرية

عين العقل في آتون التطرف و الجنون

مثله

عدد الردود 0

بواسطة:

هويدا

Very good

عدد الردود 0

بواسطة:

مصرية جداً

لكن لابد من وضع قانون لمحاكمة الفساد

علي الدولة الاهتمام

عدد الردود 0

بواسطة:

خالد المصري

لسة فاكرين الفساد دلوقتي ؟

عدد الردود 0

بواسطة:

بنت مصر

كلام معظم المصريين المعتدلين بعيداً عن المزايدات

بدون

عدد الردود 0

بواسطة:

مصري بيحب مصر

إرحموا من في الأرض يرحمكم من. في السماء

رجل في الثمانينات و يكفي عدم خيانته للوطن .

عدد الردود 0

بواسطة:

أحمد عبده

دائماً متميزة

مقال متزن ، شكراً

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة