تنظيم داعش من البداية كفكرة وحتى النهاية كحكاية فى كتب التاريخ والحوليات، دليل على قدرة العقل الغربى فى تصميم برامج الشر التى تحقق على الأرض كل ما حلم به كتاب أفلام الرعب والأكشن إرضاء لحاجات متفرجين مرضى بحكم طبيعة المدنية الغربية الحديثة التى تفقر الإنسان وتجرده من إنسانيته وتحوله إلى عبد استهلاكى فى كل شىء حتى فى تعاطى الموسيقى الممرضة والأفلام المنحرفة الدموية.
أسمعك وأنت تقول ما علاقة الغرب بداعش كفكرة أو تنظيم أو دولة شائهة؟ ما علاقة الغرب بداعش وهم عناصر أغلبهم من العرب نشأوا على أراضينا ووصلت فكرتهم المريضة كالوباء إلى أوروبا ودول العالم غير المسلم، فأصابت عددا من الأوروبيين والغربيين بالعدوى ودفعتهم دفعا إلى مغادرة بيتوهم وحياتهم المستقرة وخوض تجربة القتل وقطع الرءوس؟
كيف يكون الغرب وراء داعش وهم يستخدمون التراث الإسلامى بعد تحريفه لتحقيق حلم الخلافة الإسلامية بالسيف؟ أليس الهدف إسلاميا قلبا وقالبا أو هكذا يشيعون؟ ألم يسع التنظيم العالمى للإخوان لتنفيذه من خلال ركوب موجة الربيع السياسى العربى؟ ولماذا لا نسمى الأشياء بأسمائها، بأننا شعوب متخلفة ومنحطة وتربة صالحة لكل أشكال الكوابيس والأمراض السياسية والاجتماعية، من التنظيمات المتطرفة إلى زنا المحارم، من قتل الأخت والابنة والأم إلى جهاد النكاح؟
نعم نحن العرب نعانى من كل أمراض التخلف وفى مقدمتها الجهل المتفشى والأمراض القاتلة والفقر المدقع الذى يشوه النفوس ويذل الرقاب، لكننا نعانى أيضا من كل أشكال الاستعمار، والمشكلة الرئيسية هى فى عدم امتلاكنا لنخبة قائدة ورشد سياسى وقادة مسيطرين على مقاليد الأمور، يستطيعون المضى بسفن الأوطان فى صراع محتوم مع الاستعمار الجديد وتحقيق الاستقلال الوطنى ومعدلات التنمية التى تجعل البلاد العربية قادرة على مواجهة ما يراد لها من فوضى ودمار وبقاء تحت خط الفقر.
نحن العرب لن نستطيع مواجهة الدواعش فى حروب العصابات، وفى المعارك التقليدية قبل أن يظهر من بيننا رشداء يدركون ماذا يراد بنا، ويستطيعون حشد تأييد العرب للمشروعات ذات الطابع الوطنى وترتيب الأجندة التنموية وتحقيق العدالة الاجتماعية بإرادة مخلصة قبل أن تتحول إلى لافتة مزيفة وشعار تخاض من ما ورائه الحروب المشبوهة والصراعات بالوكالة، نحن العرب مبتلون بالدواعش وأشكال الاستعمار فهل ندرك ذلك ونعمل على مواجهتهما معا؟ للحديث بقية.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة