أثبت الحادث المؤلم الذى وقع قبل أيام قليلة فى ميدان سفنكس أن غابة الموتوسيكلات فى مصر لا أول لها ولا آخر، ولا ضابط ولا رابط، فقد استخدم اثنان من الإرهابيين الملثمين الموتوسيكل، وأطلقا النيران على قوة شرطة تحرس أحد البنوك، فقتلا اثنين من رجال هذه القوة!
لا أعرف كم عدد الجرائم الإرهابية التى نفذت باستخدام الموتوسيكل المشئوم، وليت وزارة الداخلية تعلن عن هذا العدد، فأغلب الظن أنه رقم مخيف، كذلك لا أحد يعرف كم عدد الحوادث المرورية التى ترتكب بسبب تهور سائق موتوسيكل، وما أكثر المتهورين فى هذا الشأن.
بداية علينا الإقرار - بكل أسف - أن شوارعنا غير مهيأة بالمرة لاستيعاب الموتوسيكلات، فليس لها حارات محددة يلتزم بها السائقون، كما أن هذه الشوارع تضج بفوضى مرورية عارمة، فلا إشارات إلكترونية يلتزم بها السائقون، ولا قدرتها تستوعب هذه السيول المنهمرة من السيارات والموتوسيكلات والبشر!
النتيجة لا تحتاج إلى فطنة، فعندما يتكدس البشر والمعادن فى مساحات ضيقة، فليس بمقدرة أحد السيطرة أو التنظيم، وليس فى استطاعة دولة أن تضبط إيقاع الحركة المرورية، أو تشكم المخالفين، وهكذا يجد المتربصون والإرهابيون فرصا ذهبية لإطلاق رصاصات الغدر على من يريدون والهرب فورًا فى فوضى الزحام دون خوف جدى من ملاحقة أو توقيف!
تبقى نقطة بالغة الأهمية أسهمت فى امتلاء شوارع القاهرة وأحيائها بآلات القتل المفاجئ، أقصد الموتوسيكلات، هذه النقطة تتمثل فيما يسمى «توصيل الطلبات للبيوت/ delivery»، حيث أصبحت محلات الطعام تستخدم أسطولا من الموتوسيكلات للقيام بهذه المهمة، ولا ريب أنك تعلم أن معظم سائقى هذه الآلات الحديدية محرومون من نعمة القيادة الرشيدة، فتجد الواحد من هؤلاء «يطير» بالموتوسيكل مخترقا السيارات ومتجاوزا البشر و«صاعدًا» فوق الباصات والأرصفة ناشرًا الهلع والرعب بين العابرين والراكبين حتى يصل إلى مقصده سريعًا والطعام مازال ساخنا! (أقسم أننى رأيت 15 موتوسيكلا واقفا أمام أحد محلات الكشرى).
إننا بحاجة إلى إعادة النظر فى علاقتنا بالموتوسيكل من حيث حجم الاستيراد والترخيص وتوفير أماكن مخصصة للسير، وإلا فالويل لنا من هذه الوحوش الحديدية!
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة