يومًا ما كان المجتمع المصرى مجتمعًا كوزموبوليتانيًا والمجتمع الكوزموبوليتانى هو ذاك المجتمع ذو الثقافات المتعددة، التى تتعايش سويًا وتتشابك دون أن تشتبك وكانت مصر يومًا مثالاً حيًا لهذا النسق من المجتمعات، وحدث ما حدث وأضحى المجتمع المصرى مجتمعًا أحاديًا فى كل شىء وصار التنميط سمته الغالبة.. التنميط فى الأفكار فى الزى فى الرؤى.. فى.. فى..
يوم أن رحلت الجاليات الأجنبية عن مصر.. تلك الجاليات التى كانت وبحق ملح الثقافة المصرية، المقاومة الطبيعية التى تصونها من الأسنِ والعطن.. وهذا ما يفسر الشعبية الكبيرة التى اكتسبتها صفحات التواصل الاجتماعى الخاصة بالصور والفيديوهات بمصر الكوزموبوليتانية.
وقتها كان المجتمع المصرى مجتمعًا متسامحًا يحتضن وافديه من شتى أصقاع الأرض على اختلاف جنسياتهم وأديانهم ومِللهم ونِحلهم.. يونانيون.. أرمن.. إيطاليون.. فرنسيون.. هذا بالطيع غير الجاليات العربية وكان أشهرها الشوام الذين أثروا الحياة المصرية أيما إثراءٍ.. فأين نحن من كل هذا الآن؟.
نحن غارقون فى بحارٍ موحلةٍ من الأًحادية التى تعطى إحساسًا كاذبًا بالقوة وهذه الأحادية ما هى إلا شكل من أشكال التخدير العقلى والذهنى، أنها أشبه بمن يستعرض عضلاته أمام المرآة لأنه لو قارنها بعضلات غيره فمن المؤكد أن النتيجة لن تكون فى صالحه.. إنها ثقافة الهروب والإنكار والشعور الخاتل بالاستعلاء على غير ذى أساسٍ.
شخصيًا أحِنُ حنينًا جارفًا للقاهرة الخديوية وللإسكندرية الرومانية.. حنينًا لا ينقطع.
صورة أرشيفية
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة