يوسف الحسينى

نعم فخامة الرئيس أنت مدين لنا بالإجابة!

الخميس، 25 ديسمبر 2014 12:01 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
«يا بخت عبدالناصر بإعلامه».. جملة صدرت من رئيس جمهورية مصر العربية عبدالفتاح السيسى، كان وقعها على عقل الكاتب وليس أذنيه وقعًا يحمل تخوفات من ريبة مستقبلية.

نعم فالكاتب يثق فى اختياره لهذا الرجل، بل يثق فى الرجل نفسه دون شك، ولا يحمل له سوى احترام لوطنيته، لكنه لا يقدم دعمه المطلق لا للرئيس الحالى ولا لغيره من الأشخاص أيًا كانت مراكزهم أو حتى قربهم من عقله قبل قلبه، فهو لا يعرف المساومات العاطفية التى اعتمدها الأغلب الأعم ممن يعملون بصناعة الرأى أو محترفى السياسة فى الوطن فأصابوا بعدواهم السواد الأعظم من المجتمع لتطفو على سطح اللسان كلمات «إحنا بنحبه»، «ده راجل طيب»، «أصله مخلص».. إلخ، فالواقع لا يحمل تعاطفًا، إنما يحمل المنطق فقط، ولهذا كانت التخوفات من طريقة تفكير الرئيس فيما يتعلق بحرية الرأى والتعبير، والمشاركة فى اتخاذ القرار، وهنا يأتى التساؤل: ما الذى كان يعنيه السيسى حين كان يغبط عبدالناصر على إعلامه؟! هل يريد الرئيس إعلامًا من المصفقين على كل منجز، صامتين ومتجاهلين أى خطأ؟! هل نسى الرئيس أن إعلام عبدالناصر وصحافته كانوا فى أغلبهم موظفو دولة، فلم تكن هناك مؤسسات خاصة؟! هل يرضى الرئيس عن حملة شعواء تتزامن مع تصريحه تهدف لضرب الإعلام وتشكيك المجتمع فيه؟! هل لاحظ الرئيس أن أسوأ الظواهر الإعلامية الحالية هى أصوات بالغت فى تأييده لحد النفاق فى حين أنهم رجال أجهزة النظام الأسبق؟!

ترى فخامة الرئيس، ما الذى تحمله للإعلام خيرًا، وما تضمره للإعلام مما لا يحمد؟!

تمر هذه التخوفات جيئة وذهابًا على عقل الكاتب، ليلتهب سعيرها مع ما أطلق عليه المصالحة مع قطر، والتى أطلقها عاهل المملكة العربية السعودية بتأييد من الإمارات العربية المتحدة، والبحرين، والكويت، فتخرج تصريحات الرئاسة المصرية مرحبة، وكأن ما أهرق من دماء المصريين لا يستحق الذكر فى بيان الرئاسة المصرية كشرط واضح قبل المضى فى أى جمل ترحيب، ثم صمت مطبق يعقبه تصريح السيسى لقناة «فرنسا 24» بأن الزمن كفيل بالإيضاح، ردًا على السؤال الخاص بهذه المصالحة، فيرى البعض أن الرجل يناور مراهنًا على عدم صدق نوايا النظام القطرى، وما هى إلا أيام ليستقبل الرئيس مبعوثين من السعودية وقطر للحديث عن هذه المصالحة المزعومة فى خطأ سياسى ليس بالهين، حيث كان حريًا بالرئيس أن يجلس مع نظرائه لا مع مبعوثيهم فى إطار مناقشات إطارية لمصالحة لم تتم، بل كان عليه أن يحيل المبعوثين للقاء وزير الخارجية، ورئيس جهاز المخابرات العامة لرفع الحرج عن الوسيط السعودى، وعن الطرف القطرى الذى لا يستحق رفع الحرج عنه!

ثم يخرج علينا بيان من الرياض فى سابقة جديدة لتحدد لمصر «الكبيرة» «أم الدنيا» «أد الدنيا» أن تمضى قدمًا فى التصالح مع النظام القطرى العميل!

السؤال للرئيس المصرى: هل صارت أم الدنيا ترسم علاقتها بقطر بتوجيهات من المملكة السعودية؟! «نحمل للسعودية كل التقدير على دورها الداعم على جميع الأصعدة تجاه مصر»، هل شراكة مصر مع الخليج أو قل مساعداته المالية لنا تحتم على الشقيقة الكبرى للعرب أن تمتثل لرؤية الشقيقة الكبرى لمجلس التعاون الخليجى؟ أين ما خرج لأجله المصريون فى يونيو «استقلالية القرار والإرادة الوطنية المصرية»؟! هل تقدمت قطر باعتذار رسمى علنى عما اقترفته من جرم تجاه الشعب المصرى؟ هل سلمت قطر من تؤويهم من خونة ومجرمين مطلوبين من السلطات المصرية؟! هل ستسلم قطر خالد مشعل الذى أقر بيان الداخلية المصرية بأنه المخطط الرئيسى لمذبحة كرم القواديس؟! هل ستضمد قطر جراح الأمهات الثكلى والزوجات الأرامل والأطفال المتيتمين؟! هل يصالح الرئيس فى دماء جنوده وأبناء شعبه؟! هل تعهدت قطر بوقف دعمها للإرهاب فى ليبيا وتونس وسوريا والعراق وغزة؟! هل لاحظ الرئيس أن قبوله المصالحة جاء بعد سحب قطر وديعتها؟! هل لاحظ الرئيس أن قبوله المصالحة يأتى بعد ضخ استثمارات خليجية ضخمة فى مصر؟! هو إحنا عنينا مكسورة يا ريس؟! هل أخذت التفويض من الشعب لتمضى قدمًا فى هذه المصالحة كما سبق أن طلبت تفويضه فى الحرب على الإرهاب؟ «علمًا بأن موقفكم القانونى والدستورى فى كلتا الحالتين سليم»، فأنت من أرسيت المبدأ وعليك الالتزام به.. فخامة رئيس جمهورية مصر العربية، عذرًا أنت لا تملك رفاهية عدم الإجابة عن الأسئلة السابقة، فكلها مشروعة، ولا تحمل إلا حقًا لا يراد به باطل، بل هى حق المعرفة والشفافية الذى أقره الدستور لمواطنى هذا البلد، فإن أجبت فهو خير لك ولنا، وإن لم تجب أعانك الله علينا ما دمت ترى أنك على حق.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة