رسالة بليغة وجهها المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء خلال زيارته للمنطقة الصناعية بمدينة العاشر من رمضان لعموم المصريين، لو تم استيعابها وتحولت لآلية عمل ونمط فى التفكير العام لتحرر مجتمعنا من أمراض وأغلال كثيرة أعاقت حركته طوال الثلاثين عاما الماضية.الرسالة وجهها محلب لسيدة طالبته بشقة لإبنها لأن مرتبه 800 جنيه فقط، قال لها «ما فيش حاجة اسمها وزير يمضى على ورقة، كل واحد لازم يتعب ويجتهد والأولى بالرعاية هم الأهم، وبعدين ابنك لازم يشتغل ويتعب ويجتهد والـ800 يزيدوا بعد كدة». موقف رئيس الوزراء يأتى فى الوقت الذى تقدم الحكومة طفرة فى المساعدات والدعم للفئات المحرومة ومحدودى الدخل، إصلاح منظومة الخبز ليذهب إلى مستحقيه فعلا وبجودة أعلى، ورفع المعاشات وانتهاء بتوفير مواد تموينية حقيقية وصالحة للاستهلاك الآدمى، ربما هذا ما دفعه إلى تقديم روشتة العلاج صريحة صادمة.
منذ سنوات طويلة لم نسمع مثل هذه اللغة الصريحة، ظاهرها القسوة؟ ربما، لكن باطنها تغيير عادات رذيلة أسسها نظام مبارك لدى القطاعات الكادحة من الشعب، تتذكرون شعار «المنحة ياريس» الذى تحول لمفهوم يلخص العلاقة بين الحكومة والمواطن، وتتذكرون تبجح مبارك نفسه عند مخاطبة الشعب بقوله: «أجيب لكم منين؟ انتو ما بتبطلوش خلفة عيال» و«كأنه ورثنا مع مزرعة أبوه»، بينما الحقيقة أنه كان لابد أن يمشى فور أن نطق العبارة السابقة، لكنه بدل أن يفعل اعتاد أن يذل المصريين وأن يتندر عليهم ويتلاعب باحتياجاتهم عملا بالمقولة الأمنية «امسكهم من بطونهم تضمنهم راكعين»، لم يفهم أبدا أن منتهى الشرف أن يخدم الشعب وأن اجتهاده لابتكار حلول مستقبلية لمشاكل مصر المزمنة هو شرط بقائه فى منصبه، لكنه أصر على البقاء فى منصبه دون أن يقدم ما يبرر بقاءه، وانتظر حتى جاءه الطوفان. الفارق بين العصرين، أن رهانات نظام مبارك لم تكن على الناس أو من أجل عموم الناس، ولذلك كان يستخدم كل الوسائل لإبقائهم ساكنين فى حالة خمود، القبضة الأمنية وتسكين الأوجاع بمنح تافهة وفتح المجال أمام الفساد الصغير والكبير، حتى أوشكنا أن نكفر بإمكانية الإصلاح، أما الآن فالدعوة العامة هى أن نعمل معا وأن نشيل بلدنا على أكتافنا معا.. وشتان بين المنهجين.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة