محمد فودة

محمد فودة يكتب.. الصين.. ومرحلة الحسم فى السياسة المصرية

الإثنين، 22 ديسمبر 2014 08:08 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الطريق إلى الشرق الأقصى.. هذا هو عنوان المرحلة المقبلة فى السياسة المصرية التى كثيراً ما تشكل رؤية غير واضحة عند كثيرين، بعد أن تناهى عند مفاهيم الأغلبية مفعول الغرب وعلى رأسه أمريكا والتى أثبتت الخبرات عاما بعد عام أنه مجرد كيان منفعى لا يعطى للشعوب بقدر ما يستفيد ويحصد من ثروات بشرية ومادية.. الأمر الذى كان لابد من حسمه سريعا فى السياسة المصرية، والعهود السابقة أبداً لم تكن تؤمن بهذا، لوجود مصالح مشتركة مع الغرب كان من الصعب أو من المستحيل أن تمد جسور التعاون السياسى والاقتصادى بل حتى السياحى إلى الشرق الأقصى، ومع توالى ثورات الربيع العربى تراجعت هذه النظريات السابقة بعد أن تراجع العهد السابق كله بكل نظرياته وتقاليده التى ما أفادت الشعوب بل تراجعت معها كل الإنسانيات.. اليوم تمد مصر أيديها إلى الشرق الأقصى لتعلن وجهة جديدة فى صفحات الحضارات المتعاقبة.. التعاون مع الصين له شكل جديد ورؤية غير تقليدية.. لقد تعاونت مصر مع الصين فى السيتينيات ولكن بشكل بروتوكولات سياسية فقط لم تتطور إلى نهضة صناعة مشتركة، والناتج أن بقيت بين البلدين مصر والصين مجرد ود سياسى.. ولكن اليوم هناك بنود عمل مشتركة تجعلنا ندخل مرحلة حسم، مصر عرفت الشرق الأقصى فى عهد عبدالناصر وتعاونا مع روسيا التى بنت لنا مشروع السد العالى وصار المشروع القومى للبلاد وحتى الآن لا ننسى هذا الدور الفاعل الذى نحتاج إليه فى مثل هذه الظروف التى نعيشها والتى معها نحتاج إلى شكل جديد وإلى صياغة أخرى غير تلك التى عرقلت حركة مصر وسط صراعات الدول العالمية.. لدى الصين محاور لم نرتدها من قبل، فهناك تعاون تكنولوجى يمكن أن يتعافى بعد أن اتسعت رقعة الصناعات التكنولوجية فى الصين فقد تجاوزت مصانع هذه النوعية معدلاتها فى أى دولة صناعية أخرى حتى صار كثير من القرى الصينية تسيطر عليها هذه المصانع التى يعمل فيها كل أفراد الأسرة الواحدة.. حتى الحارات الصغيرة تحولت إلى تكتلات صناعية من خلال تخصصات مختلفة. وسط هذه الأجواء يتربى الجيل الجديد الذى ينشأ على حب العمل، وأن اليد التى لا تعمل لا وجود لها.. الحلول الصينية بسيطة ولا تقبل التعقيد حتى فى أساليب الزراعة، فهم يستخدمون أسلوب التنقيط فى المياه ويتم عن ذلك توفير %85 من كمية المياه التى يتطلبها أسلوب الرى العادى ونتج عن ذلك زيادة المحصول إلى الضعف إلى جانب الثروة الحيوانية إلى ثلاثة أضعاف. ولو حدث تعاون غذائى بيننا فسينتج نجاح تجربة مشروع دعم اللحوم المصرية، وهو دراسة أعدها وزير التموين السابق الدكتور أحمد جويلى، ولم يمهله القدر لتنفيذه، يمكن بالتعاون مع الصين تحقيق طفرة فى الإنتاج الحيوانى حتى ينخفض سعر كيلو اللحمة إلى الربع.. التجربة الصينية بحاجة إلى دراسة أكبر وأهم وعلينا استيعابها وصولاً إلى الثقافة الصينية وقد صارت الرواية الصينية والشعر الصينى حالياً فى المقدمة حيث تحصد كتب الإبداع الصينى الرصيد الأول وبعدها فى الترتيب الأدب الإسبانى وأدب أمريكا اللاتينية ثم الأدب الروسى ثم الأدب الأوروبى ثم الأدب الأمريكى.. لقد تغيرت الخريطة العالمية وبعد أن كان الصينيون فى مؤخرة المشهد العالمى صاروا الدولة المرتقبة لكى تعيد ترتيب أوراق العالم خاصة بعد اتحادها الخماسى المهم مع بلاد روسيا والبرازيل واليابان وفايتنام، هذا التجمع الخماسى بقيادة بوتين سيكون بداية مرحلة جديدة لعالم جديدة بعيد عن الرأسمالية الشرسة والقمع الفكرى وسطوة القوة الصهيونية.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة