تحول نوعى واستراتيجى شهدته مصطلحات الواسطة والمحسوبية، فى جميع المؤسسات والهيئات والوزارات المختلفة فى مصر، من عهد نظام مبارك، إلى ما بعد ثورة 25 يناير 2011.
فى عهد نظام مبارك، كان أهم مسوغات الحصول على وظائف مهمة، أو مكانة اجتماعية مرموقة أن تكون حاصلا على قائمة شهادات من عينة الليسانس أو البكالوريوس ثم الماجستير والدكتوراة، فانتشرت كل الألقاب من عينة «د.» الدكتور «فلانى»، و«أ.د» أستاذ دكتور «العلانى»، ولا يهم إذا كانت هذه الدرجات العلمية تم شراؤها من الخارج أو الداخل.
وظهرت حقيقة هذه الألقاب العلمية «الوهمية» عقب الثورة، حيث تبين لنا أن معظم الشخصيات التى تحمل هذه الألقاب، ووصلوا إلى الحكم، من عينة سلسلة الدكاترة، محمد مرسى، محمد البلتاجى، محمد بديع، عصام العريان، ياسر على، وعبدالمنعم أبوالفتوح، وأيمن نور، وباقى شلة الدراويش من المحسوبين على التيارات السياسية المختلفة، ضعف قدراتهم العلمية، بجانب أن قدراتهم الإدارية «صفر مربع»، وأثبتوا من خلال الواقع العملى، فشلهم المريع، وتسببوا فى فقدان الناس الثقة فى معظم الذين يحملون هذه الدرجات العلمية.
تظهر أيضا عدم جدارة عدد كبير من الذين يحملون مثل هذه الدرجات العلمية، بالمناصب التى تولوها فى عهد الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك، من خلال الترهل الإدارى البشع الذى كشفت عورته ثورتا 25 يناير و30 يونيو، وأن «الشهادات» الوهمية قضت تماما على كل الكفاءات الحقيقية، وقتلت روح الخلق والإبداع والابتكار، لدى الشباب.
أما بعد 25 يناير، فإن قواعد ومعايير الاختيار، للحصول على وظيفة، أو منصب قيادى، تكمن فقط فى من يحمل قدرا لا بأس به «من الشعارات» من عينة يسقط يسقط حكم العسكر، والثورة مستمرة، وعيش وحرية وكرامة إنسانية، وأيضا من بين أعضاء الحركات والائتلافات والكيانات الوهمية، التى لا تعد ولا تحصى، من التى تجيد ترديد الشعارات، والتنظير السياسى «المهلباتى نسبة للمهلبية»، وأصحاب الأصوات العالية. وتحولت مصر منذ اندلاع ثورة 25 يناير، وحتى كتابة هذه السطور، إلى سوق، ومزاد، بضاعته الرائجة، الشعارات والنظريات الوهمية، البعيدة عن المنطق والخيال، والدراسات «الفنكوشية نسبة للفنكوش»، والمصطلحات المكعبرة، والكلام المنمق، وكلما كنت «تاجر شاطر» فى ترديد الشعارات، كلما استطعت السيطرة على السوق، وحققت أكبر المكاسب السياسية والاقتصادية. ولك الله يا مصر!!
دندراوى الهوارى
مصر بلد «شهادات» قبل الثورة.. وبلد «شعارات» بعد الثورة
الأحد، 21 ديسمبر 2014 12:01 م
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة