"هات إيدك.. حطها ع الوجع.. دووس.. دوووس جامد.. قول آه.. خلاص كفاية"، أعتقد أن كل واحد منا وقعت على أذنيه هذه الكلمات، وحينها رحب بها ونفذها عن طيب خاطر فى عيادة أحد الأطباء، بعدما عانى من ألم شديد يلزم زيارة طبيب لعلاجه، إذن كلنا مرضنا إلا من رحمه خالقه ورازقه.. مانح الكل من كرمه، سبحانه الله جل شأنه.
إذا اعترفنا أننا معرضون للإصابة أو مصابون بالفعل بمرض ما، أى أن جميعنا نعانى من شىء واحد سميناه "المرض" حتى وإن تعددت حالاته ومسمياته العلمية، ووجب علينا ذات يوم أن نبحث عن علاج ما أصابه الخلل بداخلنا، لذا الاعتراف بالمرض يكون دائما أول خطوة فى رحلة علاجه.. الاعتراف هذا يلزمه إنسان عاقل، يدرك حقيقة ما يحدث من خلل فى أهم شىء فى حياته.
رغم اختلاف مبرر كل منا لأهمية حياته، إن صحة الإنسان هامة وما يضرها يجب علاجه وإصلاحه على الفور إن أمكن ذلك، ليس عقلا أن نهمل فى أنفسنا ونهلكها هباء، لأننا سوف نُسأل يوم السؤال العظيم فى القيامة أمام أرحم الراحمين عن صحتنا وعمرنا وعلمنا ومالنا.
الخطوة التالية فى رحلة علاج مرض ما، هى البدأ فى تنفيذ ما يلزم لمتابعة الحالة حتى تتحسن أو كما يأمل كل منا فى أن يتمتع بصحة جيدة وحياة طبيعية عاقلة.. هنا يجب أن نسلك ما يسلكه أطباء كُثر ونضع أيدينا على "الوجع" لإجراء كشف على أنفسنا بأنفسنا.
وجب علينا أن يصبح كل عاقل منا طبيب نفسه ويدرك أن حياته تتعرض لنوع ما من الخلل بسبب "الجهل" و"التخلف"، وما نبتغيه جميعا غير ذلك، كلنا نبحث عن حياة طبيعية يُسأل فيها كل منا عن فعله، فإن أخطأ يجب أن يعاقب نفسه قبل أن يعاقبه القانون.
إجادة استخدام وسيلة النجاة يجعلنا ننجو بعقولنا من "الجهل" و"التخلف"، قبل أن يُصبح الفيروس منتشرا أكثر ويُصيب الجسد بأكمله نتيجة إهماله فى مرحلة خطيرة وشبه أخيرة أمامنا للنجاة بأنفسنا من الهلاك الدنيوى، الذى نُخير قبله بين الصواب والخطأ بحثا عن الرضا الذى ينتج عن رضا الخالق علينا.
يجب أن نحرص جميعا على الاعتراف لأنفسنا بحقيقة ما نعانيه وما يلزم من علاج له، سواء كانت الحالة هذه اقتصادية أو اجتماعية أو أى أمر آخر، إن العقل يقول إننا مرضى لأن بلادنا لم تصل إلى الحياة الطبيعية التى تليق بها فى سنواتنا الأخيرة، رغم ما نمتلكه من حضارة وتاريخ يجعلنا نتفاخر دائما بأننا جزء أصيل من تحضر ورقى الحياة البشرية.
نحتاج لننتبه إلى أنفسنا لإصلاحها وعلاجها من أمراضها، التى ساءت لحياتنا جميعا وجعلتنا نصل إلى درجة من "الجهل" و"التخلف"، يقتل فيها من منا أحدا فينا، إذن الفيروس ينتشر وبدأت أعراضه تظهر جلية أمام أعيننا ووجب علينا العلاج.. إن كنت لا تستطيع الكشف بنفسك عليك الاستعانة بمن يتمتع بالعلم والمعرفة ليضىء لك طريقك نحو الحياة الطبيعية، الحياة الراقية والمتحضرة.
من أهم العلوم التى نحتاج معرفتها فى هذه المرحلة من اكتشاف المرض، والتى بدأت فى مطلع يناير 2011، علم النفس والتنمية البشرية، لأن هناك من يحتاج إلى المساعدة لمعرفة الطريقة الصحيحة للوصول للحياة الطبيعية، التى نصبح فيها أصحاء اقتصاديا واجتماعيا وعلميا وثقافيا وفى كل النواحى، نحتاج لمعرفة كيف نستغل طاقتنا والاستفادة منها إيجابيا، لأن العمل بعلم يجعلنا نبنى مستقبلا أفضل لنا وليس "الكلام" وحده، لذا أريد أن أقول لك.." صحصح يا مواطن".
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة