فى ذكرى احتفال الأمم المتحدة بإلغاء الرق.. منع العبودية حبر على ورق

الثلاثاء، 02 ديسمبر 2014 03:09 م
فى ذكرى احتفال الأمم المتحدة بإلغاء الرق.. منع العبودية حبر على ورق صورة أرشيفية
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تحتفل الأمم المتحدة اليوم 2 ديسمبر، باليوم الدولى لإلغاء الرق والعبودية فى العالم، وذلك من خلال الاتفاقية المتعلقة بشأن قمع الاتجار بالأشخاص واستغلال بغاء الغير (القرار 317 (IV) 1949).

والسؤال، هل انتهى الرق حقيقة فى العالم؟ وامتلك كل إنسان الحق فى تشكيل حياته وصياغتها حسبما يحب، هل وفرت الحكومات الإمكانات الاقتصادية الأساسية لشعوبها التى تغنيها عن بيع كرامتها وذواتها للآخرين؟ أم ما زال هناك بشر يعانون من سوء المعاملة ويخضعون للرق سواء بصورة رسمية بأن يملك الآخرون صكوك حريتهم، أو بشكل غير مباشر من حيث السخرة والعمل القاسى الذى يمارس ضدهم من تسلط الرأسمالية وجشعها والتهامها لأحلام الفقراء وحياتهم؟

الإجابة عن هذا السؤال الطويل الذى هو بطول وجود الإنسان على ظهر الأرض، أن العبودية بشكلها المباشر وغير المباشر ما زالت موجودة، ويمكن القول بأن معظم الشعوب فى العالم تسقط فى براثن الرق، من الممكن أن تكون هناك أشكال جديدة للعبودية ظهرت واستشرت فى عالمنا الحديث وأخذت مسميات غير مباشرة لكن تظل الكرامة الإنسانية مهددة بشكل أو بآخر ومن مظاهر الرق اليوم، السخرة، والاتجار بالبشر والاتجار لغرض نزع الأعضاء، والاستغلال الجنسى، وأسوأ أشكال عمل الأطفال، والزواج القسرى، وبيع الزوجات، ووراثة الأرامل، والتجنيد القسرى للأطفال لاستخدامهم فى النزاع المسلّح، وكلها جرائم وانتهاكات صارخة لحقوق الإنسان، كما تشمل العبودية الحديثة العبودية التقليدية والعمل القسرى فى المنازل والاستغلال والزواج القسرى للفتيات، حيث أن تجارة البشر حسب تعريف الأمم المتحدة، هى أى شخص يتم تسفيره أو احتجازه أو إجباره على العمل على غير رغبته وإرادته.

وعلى هذا فهناك ملايين الأشخاص فى العالم بينهم أطفال، هم ضحايا الرق والاستعباد فى غياب إرادة سياسية وشعبية لمساعدتهم للخروج من هذا الوضع المأساوى الذى يعيشون فيه، وذكر تقرير لمنظمة العمل الدولية فى 2012 أن "هناك نحو 21 مليون امرأة ورجل وطفل واقعون فى براثن الرق فى العالم، معظمهم من النساء والفتيات".

ربما يخفف من وطأة هذه المأساة أن التاريخ الإنسانى حافل بالشخصيات التى خاضت حروبا وضحت بحياتها من أجل تحرير العبيد، ومن هؤلاء سبارتاكوس الذى كان عبدا فى الدولة الرومانية لكنه قاد حروبا ضد هذه الدولة، وفى العصر الحديث إبراهام لينكولن الذى دفع جياته ثمنا لإيمانه بتحرير العبيد.
أما فى مصر فقد فرض سعيد حظرًا على تجارة الرقيق، لكنه سمح بالسخرة كما حدث فى حفر قناة السويس، ثم جاءت حركات حقوق الإنسان فى العالم التى نادت بتحرير العبيد وإلغاء تجارة الرقيق، وقام الخديوى إسماعيل بإصدار قرار إلغاء قرار إلغاء تجارة الرقيق وتحرير العبيد فى مصر، ثم وقعت مصر على اتفاقية إلغاء الرق والعبودية التى عقدت عام 1926 فى جنيف.

ربما فى اليوم العالمى للاحتفال تكمن الفرصة فى طرح هذه القضايا علنا نهتم بما آل إليه الإنسان من خضوع تصنعها الحروب والحكومات والمؤسسات الكبرى العابرة للقارات والتى تجعله فى النهاية عبدا لكل الاستهلاكات أو ضائعا تحت أنقاض منجم أو مصابا بكم من الأوبئة.. على العالم كله .








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة