السؤال أصبح يدور فى جلسات النقاش وفى وسائل الإعلام بشكل مفتوح وعلنى، والإجابة فى معظم الأحيان بالإيجاب. هل أداء الرئيس عبدالفتاح السيسى يتجاوز ويسبق بمراحل أداء الحكومة والجهاز التنفيذى من حوله؟ هل يفكر الرئيس بطريقة مختلفة عن باقى أعضاء الحكومة أو أن طريقة تفكيره لم يعتد عليها وزراء الحكومة الحالية إلا قليلا منهم لأنها تقفز بسرعة إلى المستقبل وخارج صندوق التفكير التقليدى الروتينى الذى تربى عليه بعض المسؤولين طوال السنوات الماضية. لا نصدر أحكاما عامة على وزراء الحكومة الحالية فهناك عدد من الوزراء يتميزون أيضا بالأداء السياسى والتنفيذى اللافت بشهادة كل من يتابع نشاطهم وقراراتهم وحماسهم وجديتهم فى العمل، مثل وزير الأوقاف، والشباب، والتموين، والإسكان والتخطيط، مع إمكانية إضافة وزير أو وزيرين آخرين.
المشكلة هى أن التربية السياسية الخاطئة طوال السنوات الماضية لم تنتج أو تفرز قيادات حقيقية فى شتى المواقع فى مصر من الوزير إلى الخفير قادرة على الإبداع والمبادرة واتخاذ القرار الشجاع وتحمل تبعاته دون انتظار «توجيه» أو «تعليمات» من الرئيس، أو رئيس الوزراء، ودون أن يتم العمل والإنجاز مسبوقا بالجملة التاريخية المزمنة فى السياسة التنفيذية المصرية «بناء على توجيهات وتعليمات السيد الرئيس..». المسألة تحتاج إلى ثورة إدارية لإحداث التغيير فى العقول قبل المبانى ونسف قوانين وتشريعات ولوائح الروتين التى تفرز قيادات مرتعشة خائفة من اتخاذ القرار والمبادرة، والتفكير «خارج الصندوق» خوفا من المحاسبة والعقوبة والعمل بطريقة «من خاف سلم، والمشى بجوار الحيط، ومحاولة إرضاء الرئيس بأى شكل». هذه هى مشكلتنا الآن، والتى تدفع البعض إلى الظن بأن نظام مبارك البليد والبائس ما زال متحكما فى مفاصل مؤسسات الدولة بأداء يشبه صاحبه، فيما أن الرئيس السيسى يسير بخطى واسعة فى كل اتجاه، وبمسافات كبيرة عن الجهاز التنفيذى.
وأتذكر أن المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء قال مع أول أيام حكومته الثانية «إننا وزارة مقاتلين ومحاربين»، وربما يكون ذلك حقيقيا بشكل جزئى، وهناك - كما قلت - وزراء يستحقون الإشادة ويعملون إلى حد ما بروح الجنود فى المعركة، لكن الباقى بصراحة يحتاج إلى إعادة نظر. وبالأمس ومع المذيعة اللامعة دينا عصمت فى قناة «سى بى سى» سألتنى السؤال ذاته وكانت إجابتى أن الرئيس السيسى مثل ربان سفينة حديثة ومتقدمة للغاية ومعه بحارة من القرن السابع عشر..!!
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة