لا شىء يمكن أن يصمد أمام صدق المشاعر وتجسيد الذكريات بحلوها وعمقها ورصيدها فى حياتنا وفى طموحاتنا اليومية.. ربما هى المرة الأولى التى أحس فيها بهذا الدفء.. وهذه المشاعر الجياشة التى تحيطنى من كل جانب، حتى تجمعت فى دموعى التى لم أستطع أن أقاومها، ولم أستطع أيضاً أن أتحمل هذا الحب الصادق، تجمعت هذه المفردات الدافئة خلال مؤتمر نادى زفتى الرياضى الذى أقيم لتكريمى والإشادة بجهودى فى تدعيم النشاط الرياضى فى بلدتى، مع أن هذا كان واجبا علىَّ، ولا أعرف ماذا أقول عن أخى الكبير مصطفى الشوربجى رئيس مجلس إدارة النادى، الذى أعاد لى فى كلمته وفى حفاوته بى سنوات الصبا، وذكرنى بوالدى رحمه الله، وحكى لنا منذ أن كنت شاباً ثائراً، جعلنى أتذكر الماضى كشريط طويل كنت قد نسيته، كم كان رائعاً أن استعيد هذا الكم الهائل من السنوات السابقة، وجعلنى أقف أمام المسؤولية بكل ثقة ومحبة، لقد تكلم الرجل بحماس فى عمقها أعطانى أمانة العمل الجاد، كم كانت هذه الكلمات دافعة لى، لقد زلزلت كيانى وأعطتنى روح التحدى الذى هو فى تكوينى، وزادتنى إصراراً وقوة.. وأنا ما حييت لن أتخلى عن هذه المفردات، وأنا واثق من مشاعر أهل بلدى وحبهم الكبير الذى لا يعادله أى شىء فى الدنيا، كان الشوربجى قوياً وأميناً وصادقاً، غرس فى عقلى اليقين، وفى قلبى الثقة بأن أهلى فى زفتى لن يخذلونى أبداً هم الذين يعطون بلا حدود أملا فى غد أفضل.. وسيكونون سندى دائماً. هذه السعادة التى ملأتنى واحتوتنى أثناء هذا التجمع الكبير. وكأنها تنقلنى إلى كل الوجوه والبشر الذين يسكنون فى بلدتى، تعيدنى هذه اللحظات إلى الأيام الجميلة، والسنوات البعيدة التى لم يبق فيها سوى الذكريات التى نسعى ألا تنتهى أبداً، وندخر منها إلى جانب الحنين والبهاء الروحى. الكثير من دروس الحياة. هذه الحفاوة التى استقبلنى بها جموع الحاضرين لن أنساها.. كان الأخ الكبير مصطفى الشوربجى رئيس النادى كريماً وبليغاً فى كلمته التى حركت كل مشاعرى، وجعلتنى أكثر حرصاً على استكمال المسيرة على أكمل وجه، خاصة أن شعب زفتى يدرك تماماً بقية الجهود التى أقوم بها من أجلهم.. أما محمد قراقيش عضو مجلس الإدارة النشيط، فكان كلامه موحياً وعميقاً فى تسجيل ملاحظاته المهمة، وترك لى انطباعات فى غاية الحكمة.. أما الحاج الصباحى خير الدين فكان يدفعنى بحماسه وإيمانه بالدور الذى أقوم به فهو يحملنى مسؤولية كبيرة، الصباحى خير سند بمواقفه الشريفة وهو رجل نبيل.. أما العميد أحمد كشك مدير عام نادى زفتى الرياضى فهو الأخ الكبير، وكم كانت مشاعره طيبة تصب فى تشجيعى ورأيت فيه روح الأمل والصدق. وكذلك أسعدنى أعضاء مجلس الإدارة بالنادى تامر أمين، وسعيد جابر.. وأما الصديق الوفى الدكتور علاء عامر فلن أوفيه حقه بمشاعره ومواقفه التى لا تحتاج إلى أى تعليق.. وأرجو ألا أكون قد نسيت أحداً من هؤلاء الأفاضل.. لأن كل من حضر المؤتمر أبناء زفتى له كل الاحترام، وسأعد الجميع بأن أعمل كل جديد بل سأعمل المستحيل لتحقيق ما نحلم به، لتكون زفتى مدينة مثالية بإذن الله.
هذا المؤتمر بقدر ما أسعدنى بقدر ما أضاف لى الكثير، وبقدر ما جعلنى أدخل فى عمق مسؤوليتى تجاه أهلى ومواطنى مدينة زفتى وقراها الذين يسكنون فى قلبى وعقلى وعيونى، لقد أقسمت وأنا أقدم نفسى إلى بلدتى كمواطن يعشق الخدمة العامة، وأقسمت أيضاً أن أعطى بكل ما أملك من طاقة وجهد وضمير حى، وبكل ما يمكننى أن أفعله تجاه بلدى. إننى حين دخلت مكان المؤتمر بالنادى، دخلتنى حالة من العودة إلى التقاليد الأولى التى لن نتنازل عنها أبدا،ً نحن أبناء البلدان التى تعيش على خير الأرض الممتدة.. لهذا كان التفاؤل يملؤنى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة