لينا مظلوم

لماذا لا يُصبح.. الفن وطنًا؟

الجمعة، 07 نوفمبر 2014 11:01 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"الفن وطن".. الكلمات استدعت الفضول عبر مكالمة هاتفية مع الصديق والفنان نصير شمة، وقد اختارها عنوانا للصورة الغنائية التى افتتح بها مهرجان الموسيقى العربية أنشطته.. و قدم فيها "ابن أرض الرافدين" المبدع مجموعة أصوات شابة من مختلف البلاد العربية عبر أول ظهور لهم فى مصر.

نصير أبدع عبر رحلته الموسيقية التى طافت بين البلاد العربية، إذ أعطى كل صوت الشخصية الموسيقية والجمل المميزة والمعبرة عن روح كل بلد، والتى أجاد صياغتها شعرا إبراهيم عبد الفتاح.

فى ظل إجرام داعش الدموى.. و"بركة" الديمقراطية الأمريكية على البلاد العربية.. والصراعات الطائفية بين أبناء الدين الواحد.. هل تجمعنا الثقافة والفنون كأمة عربية داخل وطن واحد.. أوائل الخمسينيات، حين شهدت المنطقة العربية تحديات وتحولات سياسية غلب عليها الطابع الثورى، قامت الفنون بدور ريادى فى تعبئة وتوحيد الشعور الوطنى العام تجاه الأجواء السياسية السائدة آنذاك، بينما الآن فى مواجهة مخاطر أكثر جنونا وعبثية.. وتهديدات استدعت هدم تحالفات وبناء تحالفات أخرى تغلب عليها الملامح العربية، خصوصا بعدما أفاقت المنطقة من غفوتها العميقة على جرس الإنذار المدوى الذى أطلقته مصر يوم 30 يونيو.. وكانت ضمن أهم أهدافه توحيد الموقف العربى لمواجهة تهديدات تكاد تعصف به.. فى هذا المناخ الملبّد، هل نجد بين أبجديات الثقافة والفنون الوطن الذى يجمعنا على هدف المواجهة ونحن فى أمس الحاجة إليها للبقاء كمنطقة عربية.

المعانى وراء فكرة الفن وطن تتجاوز الشق الإبداعى المتداول للفنون على اختلاف مجالاتها.. موسيقى.. غناء.. سينما.. مسرح.. وغيرها، إلى "الفن" فى ممارستنا اليومية لكل تفاصيل واقعنا.. فن المعارضة بالكلمة والحوار بدلا عن الصراخ و الشتائم.. فن إتقان العمل بدلا من إضاعة الوقت والفرص فى "التنفيس" عن شحنات الغضب على المقاهى وصب اللعنات – فى أو فى غير مواضعها- فوق رأس الحكومات.. فن التسامح مع الرأى الآخر والوصول إلى نقط التقاء عوضا عن روح التحفز، طالما لم يكن هذا الرأى تفوح منه رائحة "المولوتوف" أو مغموسا بالدم المصرى.. فن مقومات العمل العربى المشترك بعيدا عن الييانات "المعلّبة" التى تُطلق من على منابر جامعة الدول العربية بعد كل اجتماع رسمى.. فن "أبجديات" الوطنية بمفهوم يقترب من أرض الواقع ولا يكتفى بالتغنى فى عشق الوطن، وما إن تنتهى الأغنية، لا يخجل أصحابها من تبنى أحط دعاوى المراهقات السياسية و"الآناركية" لهدم ما كانوا يتغنون باسمه.. فن العمل السياسى بعيدا عن شهوة الاستحواذ على "تورتة" مصر أو المتاجرة بجسدها الطاهر سعيا إلى مجد شخصى.. إيجاد المساحة لهذه الفنون كنمط يسود مختلف مظاهر الحياة ستجعل من الفن.. وطن.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة