ناصر عراق

غباء الإخوان وراء براءة مبارك!

السبت، 29 نوفمبر 2014 03:01 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا أحد يعرف الحكم الذى سيصدر على مبارك اليوم السبت فيما يسمى بقضية القرن، لكن ما يحوم فى الأفق يشير إلى أن البراءة قد تكون من نصيبه، ووفقا لما قاله لـ«اليوم السابع» المحامى الكويتى فيصل العتيبى رئيس هيئة المحامين الكويتيين المدافعة عن مبارك فإن الرئيس السابق صار «يتشوق لصدور الحكم ولديه أمل كبير فى الحصول على البراءة.. وأن الشعب المصرى بات على دراية كاملة بمن خرب الوطن وقتل المتظاهرين واقتحم السجون».

أرأيت الكارثة.. لقد اختزلت الجرائم التى ارتكبها مبارك فى حق هذا الوطن على مدى ثلاثين عامًا، وتركزت فى 18 يومًا فقط خرج فيها أكثر من عشرين مليون مصرى يطالبون برحيله وطرده من عرين السلطة. لكن لأن الإخوان مزودون بأجهزة غباء سياسى لا مثيل لها، فقد هددوا وفجروا وقتلوا بعد الإطاحة بهم فى ثورة 30 يونيو، وهكذا ضاعت جرائم مبارك التى ارتكبها رجاله فى 18 يومًا، كما تبددت جرائمه فى ثلاثين سنة، وتم إلصاق كل دم أريق فى يناير وفبراير 2011 بالإخوان فقط، بعد أن خرج منها ضباط الشرطة وقاداتهم مثل «الشعرة من العجين».

لماذا لم نقبض على مبارك ليلة 11 فبراير وحاكمناه محاكمة سياسية ثورية؟

سأجيب بعد قليل، لكن دعنى أخبرك أن التاريخ يؤكد أنه ما من ثورة ناجحة إلا واعتقلت قادة النظام القديم وقدمتهم إلى محاكمات ثورية عاجلة وناجزة، وهذا ما حدث فى أهم خمس ثورات فى العصر الحديث وهى بالترتيب الزمنى.. «الثورة الفرنسية/ الثورة الروسية/ الثورة الصينية/ الثورة الإيرانية/ الثورة الرومانية». لكن ما حدث فى مصر شىء مختلف تمامًا، إذ قدمنا مبارك وزبانيته إلى محاكمات مدنية عادية تحاسبه على سرقة قصر هنا أو فيلا هناك، ولا تحاسبه على تدمير التعليم والصحة وإفساد الحياة العامة، ذلك أننا بكل أسف لم نتمكن من تأسيس أحزاب سياسية قوية ومتغلغلة فى الشارع تستطيع أن تحشد وتضع التصورات والخطط لإطاحة النظام الفاسد المتغطرس وتحاكمه ثوريًا.
لقد اكتفينا بموجات غضب فقط والغضب لا يكفى ولا يُنجح ثورات، والدليل.. البراءات القديمة والبراءة المتوقعة!








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة