قال أمير الشعراء أحمد شوقى:
وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت.. فإن هموا ذهبت أخلاقهم ذهبوا
فبقاء الأمم واستمرارها مرهون باستقامة أخلاق الناس فيها، وزوالها واندحارها مرتبط بسوء أخلاق أهلها، وقد حفل القرآن الكريم بالكثير من قصص الأمم التى زالت بسبب زوال الأخلاق الحسنة من أهلها، وما ظلمهم الله ولكن كانوا أنفسهم يظلمون، وقال نبى الرحمة صلى الله عليه وسلم "إن العبد ليبلغ بحسن خلقه عظيم درجات الآخرة وشرف المنازل، وإنه لضعيف فى العبادة"، وقال": "أثقل ما يوضع فى الميزان يوم القيامة تقوى الله وحسن الخلق".
ولاشك فى أن أمتنا المصرية تمر هذه الأيام بأزمات كبيرة منها أزمة الانفلات الأخلاقى، التى قد يكون سببها البطالة أو الفقر أو ابتعاد الناس عن الأخلاق الحسنة التى دعا إليها الدين الحق.
فقد امتلأ الوطن بالدعاة الجاهلين الذين يدعون بعكس دعوة الله ورسوله ويضلون الناس بجهلهم فيعسرون لهم مسالك الدين والدنيا، ويعملون بعكس قول النبى صل الله عليه وسلم: "يسّرو ولا تعسّروا وبشّروا ولا تنفّروا" فينخدع الناس بلحاهم الطويلة وملابسهم القصيرة وأصواتهم الزاعقة الناعقة بالتحذير والتكفير، وأيديهم التى تغتال البراءة من النفوس، فتضيق أخلاق من يأخذ عنهم ويتبعهم وتسوده الكآبة وتتغيّر فطرته حتى يصبح سوء الأدب وضياع الأخلاق سبيله الوحيد.
ومثال ما صارت إليه أخلاق من تبع هؤلاء الدعاة من الناس فأطال لحيته وقصّر ثوبه واتبع هداهم، ذلك الأب الجلف الغليظ الذى عذب ابنته ذات الثمانى سنوات وحبسها فى البيت وأصابها بحروق يصعب شفاؤها فى رأسها، ومنعها من الذهاب إلى المدرسة، لأنها أخذت (صباع كفته) من الثلاجة بدون إذنه، ولما سئل فى ذلك قال إنه يربيها التربية الإسلامية!
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة