كتبت صحيفة الوطن خبرا بالنص الآتى:
«تمكنت مباحث الجيزة اليوم من ضبط طالب أمام جامعة القاهرة، عثرت بحوزته على «دبوس» مكتوب عليه «انتصارك بكرة جاى» يخص «طرحة حريمى».
وقالت التحريات إن المتهم كان موجودا بمحيط جامعة القاهرة، وتبين أنه يدعى أحمد. م 20 سنة طالب، وتحرر محضر بالواقعة وأخطرت النيابة للتحقيقات..».
ما أثار حفيظتى، هو الاتهام الجزافى، دون تحر أو دليل: كيف تأكد الضابط أن الدبوس خاص بطرحة حريمى؟ ولماذا لا يمكن تعليقه على الصدر مثلا؟ ليه الظلم ده؟ أما من دقة فى التحقيق؟ مممممم، ولماذا يحمل «المتهم» دبوسا يخص طرحة حريمى؟ قد تكون هدية عيد الحب لصديقته فى الجامعة... آدى يا سيدى الشباب وضحكهم على البنات. أما يكفى «المتهم» أنه طالب بالجامعة فيحمل بحوزته دبوسا كتب عليه كلام نابٍ كـ«انتصارك بكرة جاى»؟ لهذا ولكل هاتيك المجالى أطالب بإحالة أوراق المتهم إلى فضيلة المفتى.
هناك طالب آخر، قتل الحضارة، قتل المدنية والمعمار، هدم الحقوق الخاصة، والحقوق العامة، وحمل بحوزته رواية لجورج أوريل اسمها «1984»، وقالت وزارة الداخلية فى بيانها إنها ضبطت المجرم الأثيم، والقاتل اللئيم «أثناء تواجده أمام الباب الرئيسى للجامعة»، وبحوزته هاتفا محمول دون بطارية، و3 فلاشات و2 ريدر، و«هارد ديسك» ورواية بعنوان «1984» للكاتب جورج أوريل، يتحدث عن الأنظمة العسكرية الفاسدة التى تحكم البلاد بديكتاتورية». ولنا أمام العبارة الأخيرة فى بيان وزارة الداخلية وقفة، وهى عبارة «الأنظمة العسكرية الفاسدة التى تحكم البلاد بديكتاتورية»! إنى لأفتح عينى حين أفتحها على البيان فلا أرى إلا أن ما ورد فى هذه العبارة من وصف النظام الحاكم ما هو إلا رأى كاتب البيان ووزارة الداخلية فى النظام الحاكم لمصر، وليس بالضرورة هو رأى الشاب المقبوض عليه.
الشاب يحمل رواية تتحدث عن الأنظمة العسكرية الفاسدة الديكتاتورية، فلماذا شعرت وزارة الداخلية أنه يقصد النظام الحاكم فى مصر، إلا إذا كانت هى نفسها تشعر بأنها تخدم نظاما بهذه المواصفات؟
واقعة أخرى حدثت مع الصديق بيتر يوسف، حيث كان يستقل حافلة متوجها إلى المنصورة، استوقفت الشرطة الحافلة فى إحدى اللجان، ودخل أمين الشرطة لتفتيش الحافلة، فوجد بيتر، وقد نمت لحيته، يحمل فى يده كتاب «أدباء مصر والسينما»، فهرع أمين الشرطة للضابط وقال: يا فندم بدقن ومعاه كتاب. فاستدعى الضابط بيتر، وطلب منه بطاقته، وألقى عليه بعض الأسئلة الذكية جدا، من قبيل: «أنت جاى منين؟ طب رايح فين؟» مع العلم إن حصى الأرض يعلم أن الحافلة قادمة من القاهرة ومتوجهة إلى المنصورة: ليه بقى رايح المنصورة؟ ثم سأله: وإيه الكتاب ده؟ فأجاب بيتر: يافندم ده كتاب من بتوع القراءة للجميع.. عليه صورة سوزان مبارك. فهدأ روع الضابط وأطلق سراحه بعد أن أوصاه بحلق لحيته، وقال: يا إخوان! قال له «يا إخوان» بعد أن قرأ فى بطاقته اسم: بيتر.
المكارثية، تعبير ابتكر أثناء فترة «الخوف الأحمر» بالولايات المتحدة الأمريكية، وهو منسوب للسيناتور الجمهورى جوزيف مكارثى، الذى تزعم التفتيش فى نوايا الناس للقبض على كل من يتشكك فى أن لديه أى ميول شيوعية، ووقع ظلم كبير على موظفين عموميين، وكتاب، وفنانين، وعلماء، وأى كلب معدٍ يتم اتهامه بأنه شيوعى وعميل وخائن وطابور خامس يرغب فى هدم الديمقراطية الأمريكية، وبالرغم من بشاعة هذه الحقبة، ومن الجنون الذى سيطر على الأجواء، إلا أننى لا أذكر واقعة قبض فيها على شخص يحمل دبوسا أو شابا يحمل رواية. وبكرة تشوفوا مصر. كتبت صحيفة الوطن خبرا بالنص الآتى:
«تمكنت مباحث الجيزة اليوم من ضبط طالب أمام جامعة القاهرة، عثرت بحوزته على «دبوس» مكتوب عليه «انتصارك بكرة جاى» يخص «طرحة حريمى».
وقالت التحريات إن المتهم كان موجودا بمحيط جامعة القاهرة، وتبين أنه يدعى أحمد. م 20 سنة طالب، وتحرر محضر بالواقعة وأخطرت النيابة للتحقيقات..».
ما أثار حفيظتى، هو الاتهام الجزافى، دون تحر أو دليل: كيف تأكد الضابط أن الدبوس خاص بطرحة حريمى؟ ولماذا لا يمكن تعليقه على الصدر مثلا؟ ليه الظلم ده؟ أما من دقة فى التحقيق؟ مممممم، ولماذا يحمل «المتهم» دبوسا يخص طرحة حريمى؟ قد تكون هدية عيد الحب لصديقته فى الجامعة... آدى يا سيدى الشباب وضحكهم على البنات. أما يكفى «المتهم» أنه طالب بالجامعة فيحمل بحوزته دبوسا كتب عليه كلام نابٍ كـ«انتصارك بكرة جاى»؟ لهذا ولكل هاتيك المجالى أطالب بإحالة أوراق المتهم إلى فضيلة المفتى.
هناك طالب آخر، قتل الحضارة، قتل المدنية والمعمار، هدم الحقوق الخاصة، والحقوق العامة، وحمل بحوزته رواية لجورج أوريل اسمها «1984»، وقالت وزارة الداخلية فى بيانها إنها ضبطت المجرم الأثيم، والقاتل اللئيم «أثناء تواجده أمام الباب الرئيسى للجامعة»، وبحوزته هاتفا محمول دون بطارية، و3 فلاشات و2 ريدر، و«هارد ديسك» ورواية بعنوان «1984» للكاتب جورج أوريل، يتحدث عن الأنظمة العسكرية الفاسدة التى تحكم البلاد بديكتاتورية». ولنا أمام العبارة الأخيرة فى بيان وزارة الداخلية وقفة، وهى عبارة «الأنظمة العسكرية الفاسدة التى تحكم البلاد بديكتاتورية»! إنى لأفتح عينى حين أفتحها على البيان فلا أرى إلا أن ما ورد فى هذه العبارة من وصف النظام الحاكم ما هو إلا رأى كاتب البيان ووزارة الداخلية فى النظام الحاكم لمصر، وليس بالضرورة هو رأى الشاب المقبوض عليه.
الشاب يحمل رواية تتحدث عن الأنظمة العسكرية الفاسدة الديكتاتورية، فلماذا شعرت وزارة الداخلية أنه يقصد النظام الحاكم فى مصر، إلا إذا كانت هى نفسها تشعر بأنها تخدم نظاما بهذه المواصفات؟
واقعة أخرى حدثت مع الصديق بيتر يوسف، حيث كان يستقل حافلة متوجها إلى المنصورة، استوقفت الشرطة الحافلة فى إحدى اللجان، ودخل أمين الشرطة لتفتيش الحافلة، فوجد بيتر، وقد نمت لحيته، يحمل فى يده كتاب «أدباء مصر والسينما»، فهرع أمين الشرطة للضابط وقال: يا فندم بدقن ومعاه كتاب. فاستدعى الضابط بيتر، وطلب منه بطاقته، وألقى عليه بعض الأسئلة الذكية جدا، من قبيل: «أنت جاى منين؟ طب رايح فين؟» مع العلم إن حصى الأرض يعلم أن الحافلة قادمة من القاهرة ومتوجهة إلى المنصورة: ليه بقى رايح المنصورة؟ ثم سأله: وإيه الكتاب ده؟ فأجاب بيتر: يافندم ده كتاب من بتوع القراءة للجميع.. عليه صورة سوزان مبارك. فهدأ روع الضابط وأطلق سراحه بعد أن أوصاه بحلق لحيته، وقال: يا إخوان! قال له «يا إخوان» بعد أن قرأ فى بطاقته اسم: بيتر.
المكارثية، تعبير ابتكر أثناء فترة «الخوف الأحمر» بالولايات المتحدة الأمريكية، وهو منسوب للسيناتور الجمهورى جوزيف مكارثى، الذى تزعم التفتيش فى نوايا الناس للقبض على كل من يتشكك فى أن لديه أى ميول شيوعية، ووقع ظلم كبير على موظفين عموميين، وكتاب، وفنانين، وعلماء، وأى كلب معدٍ يتم اتهامه بأنه شيوعى وعميل وخائن وطابور خامس يرغب فى هدم الديمقراطية الأمريكية، وبالرغم من بشاعة هذه الحقبة، ومن الجنون الذى سيطر على الأجواء، إلا أننى لا أذكر واقعة قبض فيها على شخص يحمل دبوسا أو شابا يحمل رواية. وبكرة تشوفوا مصر.
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
بسيطه اى واحد يلقى حتفه الان نقول عليه ارهابى وتنتهى القضيه وسط التصفيق الحاد
بدون
عدد الردود 0
بواسطة:
ashraf
أأنتي نوارة ام ظلامة
عدد الردود 0
بواسطة:
المواطن x
يخرب عقلك مقالة جامدة وربنا انت قلبك زى الحديد وعندك جرأه مش موجودة عند رجالة كثير
لو سمحتى ردى على رسالتى لو بتقرأى التعليقات
عدد الردود 0
بواسطة:
الدكتور على عبد الحميد
مقال سازج و مضحك و ليس له مكان فى زمن الأرهاب و كلام لا يقنع شبل فى مدرسة
عدد الردود 0
بواسطة:
وطنيه
هداكى الله يا نواره
عدد الردود 0
بواسطة:
ابناء الجامعة
ايامنا الحزينة