أهدى هذه الواقعة لمعالى وزير العدل..
ولا أتخيل أنه سيتخاذل لحظة واحدة عن وضع الحل المناسب، فالمعروف عنه الحزم إلى درجة المثالية.. ولعل مواقفه المتنوعة خير دليل على ذلك.. ولسنا نزايد فالرجل تاريخ ومسؤولية.. أما الواقعة التى أزعجتنى وجعلتنى أضعها أمام عيون وزير العدل فهى المشهد المتكرر المزعج الذى يلاحقنى كلما مررت على مكتب الشهر العقارى بمدينة زفتى بمحافظة الغربية حيث هالنى منظر الطوابير غير الآدمية التى تهين أهالى زفتى وتمتد تلك الطوابير حتى الطرقات ثم تنحدر نحو السلالم.. تألمت جداً حين فوجئت بهذا الموقف السالب لكل معانى الكرامة والإنسانية، مواطنون مصريون لديهم مطالب عند هذا المكان المهم فكيف يصل بهم الحال إلى هذا التدنى وكأنهم رعايا.. يتسولون؟ - لا قدر الله - الأمر سخيف وأنا شخصياً لا أقبله كمواطن مصرى.. تربى على تقدير أخيه المواطن إلا أننى اليوم لا أقبل هذا المشهد تماماً خاصة بعد أن نجحت مصر فى خوض ثورتين شهد لهما العالم كله ثورة 25 يناير وثورة 30 يونيو. وهما قد أعادا لمصر الكرامة والحرية الحقيقية غير المنقوصة وفوق كل ذلك أن مصر يقودها اليوم رجل قوى اخترناه حباً وقناعة لأنه أعاد لمصر كرامتنا وعزتنا بعد سيل من تجريف الروح المصرية والتى كادت أن تهجرنا وتسكننا أرواح الغرباء.. جاء السيسى يعيد مصر إلى مكانتها.. ويعيد كرامتنا إلى المصريين.. ويعيد بالتالى الروح السليبة إلى الأجساد التى كم اشتاقت إلى مصريتها الضائعة.. لهذا فأنا ثقتى فى الرجل أنه لن يقبل مهانة المصريين فى أى زمان أو مكان.. مكتب الشهر العقارى فى مدينة زفتى يخدم 65 قرية أى 2 مليون مواطن ويتردد على هذا المكان ما لا يقل عن 500 مواطن يومياً على الأقل. والمكتب عبارة عن منزل بسيط لا تزيد مساحته عن مائة متر مربع.. تخيل معى هذه المفارقة أو المأساة أو الكوميديا السوداء، مكتب يعمل بأقل الإمكانيات وتديره سيدة فاضلة هى وفاء كليفة تصنع من أقل الإمكانيات - أو فى كثير من الأوقات بلا أى إمكانيات. تصنع أفضل الحلول.. ولكن المدهش أن هناك بالفعل مبنى مخصصا للشهر العقارى لايزال خاوياً يحتاج فقط إلى نقل المكتب خاصة أنه يمكن تجهيزه بإمكانيات إلكترونية وتكنولوجية تليق بالمكان وتخدم المواطنين.. لم يعمل المكتب حتى الآن ويحتاج إلى قرار سريع، المكتب الحالى بالشقة المتواضعة ضاق عن خدمة آلاف الجماهير وقد يكون فى السنوات السابقة كافياً لأعداد لم تكن بهذا التضخم.. ونحن لا يمكن أن نطلب من السيدة وفاء كليفة المزيد من التضحية لأنها لا تكف عن إشعال المكان بروح الحماس وشخذها الموظفين والعاملين معها حتى يتحول المكان إلى بؤرة نشاط وحياة. يعملون بحزم وحسم بلا أى مقومات عند أى مؤسسة أخرى. والنتيجة أرى أنها مثالية برغم هذه الأحوال اليوم أتجه للسيد المستشار محفوظ صابر وزير العدل الذى أتمنى أن يلبى مطالب أهالى زفتى ويرفع عنهم هذا العبء الذى تحول إلى ظلم لا يقبله هو فى عهده ولا فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى أكد أنه لا يمكن أن يهان مصرى فى زمن ولايته.
الوزير الإنسان الذى يتسم بسرعة الإنجاز أعرف أنه لن يتوانى عن تلبية مطالبنا نحن أهالى زفتى.. فالرجل يتعامل مع الأقاليم الصغيرة مثلما يتعامل مع أى قضية تهم الدولة.. دون تحيز أو تعالٍ.. أقول ذلك وأنا أسرد مواقفه الشريفة التى بدا فيها نافياً لأى مظالم وهو المسؤول عن العدل والعدالة الاجتماعية.. والحقيقة أن قضية الشهر العقارى بمدينة زفتى بمحافظة الغربية - قضية عامة بقدر ما هى قضية خاصة بالمدينة الصغيرة - فلعلها مشكلة مستنسخة من عشرات الأماكن العامة الصغيرة التى تحتاج إلى رعاية ودعم تكنولوجى حديث يساعد على تطوير الخدمة والعمل على أحدث مستوى وهذا يتطلب منا رسم خريطة جديدة لمراكز الخدمات على مستوى مصر ومحافظاتها.. هذا برغم ما يتطلبه ويحتاجه من جهد ومال ووقت إلا أنه مهم وعاجل لحل أزماتنا الآنية.. الآتية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة