الهجرة النبوية هى أمر إلهى واجب التنفيذ، وقد قام به النبى عليه الصلاة والسلام ومعه سيدنا أبو بكر رضى الله عنه لنقل الدين الخاتم بكل أنواره التى تشمل الحياة بكل نواحيها الاجتماعية والعقيدية إلى بقعة أخرى، بعد أن أخذت قريش وأخذ قادتها أيضا الفرصة الأولى لمعانقة الدين الخاتم والأنوار المحمدية والأوامر والتعاليم الربانية، لكنها اختارت العمى عن الهدى، وفازت المدينة المنورة بشرف الترحيب بوصول سيد الخلق إليها والإقامة بها وبناء أول بيت للعبادة بها.وفى المدينة ظهرت النواة الأولى للدولة الإسلامية البازغة، والمهاجرون الأوائل كانت لهم هجرتان، الأولى من الوطن الأم، والثانية هجرة من كل النواقص والأخطاء التى لا يرضى عنها الرب الرحمن الرحيم. والهجرة الثانية لا تقل أهمية عن الأولى لأنها البناء الداخلى القيمى للإنسان الذى يجعله ينير ويضىء الطريق للآخرين.
والهجرة الأولى صعبة وكذلك الثانية، لكن الجائزة كبيرة على مستوى الفرد وعلى مستوى الأمة هائلة ونورانية، فأولا: المسلمون إخوة، وثانيا: لا ضرر ولا ضرار، وثالثا: لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحبه لنفسه، رابعا: لا يؤمن أحدكم إذا بات شبعان وجاره جائع وهو يعمل، خامسا: خيركم خيركم لأهله، سادسا: خيركم أنفعكم للناس. وقال سيد الأولين و الآخرين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم: «من كانت هجرته لله ورسوله فجرته لله ورسوله..» أما من كانت هجرته لأمور دنيوية محدودة القيمة والعمر فهجرته لما هاجر إليه. إن الهجرة القلبية للعبد لله ولرسوله هى فى الحقيقة مسيرة الإنسان فى الحياة، وعلى قدر اجتهاده فيها يكون قربه أو بعده من الله سبحانه وتعالى ومن رسوله عليه الصلاه والسلام.
عدد الردود 0
بواسطة:
فتحى السايح
بارك الله لك ياسيدى ، إنها حقاً الجائزة الكبرى