يثبت الفيسبوك كل لحظة أنه اختراع بالغ الأهمية، وأن الذين ينضمون تحت لوائه يزدادون كل يوم بكثافة مذهلة، فقد وصل عدد مستخدمى الفيسبوك فى مصر إلى نحو 17 مليون إنسان، وفى العالم يتعامل مليار وربع المليار شخص مع الفيس شهريًا «إحصائيات منشورة قى يناير 2014»، حتى كبار السن الذين يخشون أية فكرة جديدة، ويتهيبون من اقتحام التكنولوجيا الحديثة.. حتى هؤلاء اعتصموا بالفيسبوك وآخرهم الأستاذ محمد حسنين هيكل!
منذ أن اخترع الشاب الأمريكى العبقرى مارك زوكربيرج «مولود فى 1984» هذا الموقع الاجتماعى المذهل فى عام 2006، والمفتونون به يتسابقون إلى وضع بصماتهم فيه كل لحظة إن أمكن، حيث صار أقرب إليهم من حبل الوريد، الأمر الذى يؤكد أنه يلبى حاجة اجتماعية ملحة عند البشر، لكن السؤال.. هل أقدم أحد فى مصر على دراسة ما يتضمنه الفيس من أخبار وتعليقات وصور؟ وهل توصلنا إلى نتائج محددة تجعلنا نعرف أنفسنا أكثر؟
الحق أن محتوى الفيسبوك يكشف أمورًا بالغة الأهمية على رأسها جوع الإنسان إلى الحرية ورغبته العارمة فى التعبير عن نفسه، فضلا على أنه يبين لنا حجم نزعته الكبيرة نحو التواصل مع شقيقه الإنسان بغض النظر عن لونه وجنسه وعقيدته.
من عجائب الفيسبوك أنه مثل مرآة صادقة تضىء مزايا البشر وتكشف عيوبهم، فالتعليقات والصور المنشورة تبين مدى ثقافة صاحبها ورقته وعذوبته، أو تفضح ضحالته وبذاءاته وخشونته، كما أن الفيسبوك يغوص فى الجهاز النفسى لصاحبه، ويقرر ما إذا كان من راغبى الشهرة أو من المهووسين بذواتهم، أم من أولئك الذين يجيدون ابتزاز مشاعر الآخرين، كمن يكتب على الفيس طالبًا الدعاء لوالده لأنه مات قبل خمس دقائق، والحق أنا لا أعرف كيف لشاب مات أبوه قبل قليل يفكر فى أن يهرع إلى الفيس ليعلن الخبر، بدلا من أن يترك هذا الأمر لصديق أو قريب يبلغ الناس بالوفاة!
باختصار.. الفيسبوك هو أنت بكامل بهائك وجمالك وثقافتك وأحلامك، أو هو الشخص بكل عيوبه وموبقاته وإحباطاته وتشاؤمه، الفيسبوك.. هو راية الحرية المطلقة التى يرفعها إنسان العصر الحديث.
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
لا عليك - التغيير للاسوأ واضح
بدون