كانت أجمل أساطير هوليوود ريتا هيوارث حين تمر عيناها بالصدفة أمام أحد مشاهد أفلامها القديمة.. ثم تنظر فى المرآة لترى عمق الآثار التى خطها الزمن على ملامح الوجه البديع.. تنتابها "هستيريا" عصبية تدفعها إلى تحطيم المرآة بأى شئ أمامها. الأمثلة على ردود الأفعال تجاه تلاشى أو زوال النجومية، مع تعددها واختلافها، غالبا ما تنتهى إلى اضطراب فى الشخصية يدفع صاحبه إلى ارتكاب أى فعل لمجرد العودة إلى دائرة الأضواء والاهتمام، باستثناء عدد محدود من هذه الشخصيات التى نجحت فى اجتياز المرحلة المؤلمة لقدرتهم على التصالح مع النفس وعامل الزمن.
الحالات لا تقتصر على انحسار الشهرة بفعل السنين.. قد تحدث أحيانا بسبب عدم استيعاب حجم الشهرة الهائل التى تهبط فجأة نتيجة مجهود أو فكرة حققت رواج شعبى، ثم بعد الوصول إلى النجومية، يفشل صاحبها فى الاستمرار حين يُفقده بريق الأضواء الرؤية الصائبة، وتتعطل "بوصلته" عن تحديد اتجاه طريق البقاء على القمة.. لعل الضجة التى حاول إثارتها مؤخرا صاحب "برنامج" ساخر امتلك قلوب المشاهدين خلال فترة وجيزة عندما كان يتكلم "بالمصرى البلدى".. وكانت مقومات نجاحه انه جزء من نسيج البسطاء.. رفعوه إلى قمة النجاح حين نطقت سخريته بما فى قلوبهم، بعد وصوله إلى القمة.. توجه بنظره إلى قارة أخرى، مفرداتها شكلت كل عناصر الاستفزاز تجاه إرادة المصريين.. أصبح مجرد صدى للنغمة النشاز التى اختارها الإعلام الأمريكى – عن جهل- لمحاربة الإرادة المصرية، بالتالى لم يكن تراجع "برنامجه" مستبعدا بعدما حقق نسب مشاهدة قياسية.. لم يتوقف صاحب "البرنامج" أمام تساؤل بسيط حين يُقارن، متفاخرا نفسه و"برنامجه" مع صاحب أحد أشهر البرامج الأمريكية الساخرة.. هل خصص هذا المقدِم الأمريكى - بعد أحداث 11 سبتمبر مثلا - حلقات برنامجه للسخرية على المؤسسات الآمنية والعسكرية الأمريكية.. أم أن منظومة الإعلام بدون استثناء، حتى الساخر منها، رفعتهم إلى مرتبة الأبطال آنذاك؟؟.. لم يحتمل "الدكتور" الخروج من دائرة الشهرة، فأخذ يفتعل أى مواقف- حتى تبادل الشتائم علنا مع شخصيات معروفة لمجرد أن يعود ولو حتى خبر فى وسائل الإعلام.
هذه الأزمة النفسية لم تعد تقتصر على عالم الفن.. امتد تأثيرها أيضا إلى إعلاميين غاب عنهم بريق المنصب والشهرة، وعجزوا – رغم كل محاولاتهم- فى مجاراة من كانوا تلاميذ لهم.. حتى لم يبق لديهم سوى ورقة "اختلاق" حملات الهجوم على رموز سواء فى مجال الإعلام أو الاقتصاد، شخصيات نختلف معها ولا نختلف حولها، على أمل أن تُعيدهم "هستيريا" الهجوم إلى دائرة الأضواء مرة أخرى.
فى إطار التحولات التى تؤكد قرب حدوثها جميع ملامح الصورة الإعلامية الحالية، وانصراف المزاج العام عن الكثير مما كان يحظى بالمصداقية لديه.. نبقى فى انتظار انفجار المزيد من حالات "تحطيم المرايا".
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة