لماذا يكرهون السيسى؟ سؤال يبدو واضحًا وتبدو إجابته أوضح وأسهل
إلهاء تعود على الإخوان.. ملوك الكراهية، وطبعًا هم يكرهون السيسى لأنه
القائد أو الرمز الذى حملوه نتيجة ثورة 30 يونيو العظيمة التى أطاحت بهم
من الحكم بل وإعادتهم للسجون!
ورغم أن هذا التفسير للسؤال وهذه الإجابة عليه لا يمكن التشكيك في
صحتهما، لكن الحقيقة أن الأمر أكبر وأعمق من هذه الإجابة كثيرًا،
فالهاء لا تعود على الإخوان فقط بل تعود على سلسة طويلة تنتهى فعلاً
بالإخوان ولكنها تبدأ بعيدًا بعيدًا... ربما فى بلاد العم سام وتمتد مرورًا بأكثر من عاصمة كبرى فى القارة العجوز ثم تصل الدوحة وأنقرة وتنتهى فى الشرق الأوسط حيث منبع التأسلم السياسي، سلسلة طويلة أليس كذلك؟
إذا كان كارهو السيسى كثر ولكن لماذا؟ لماذا تكره الإدارة الأمريكية السيسى؟
لماذا يكرهه تميم ومن سبقه؟ لماذا تكرهه كل تيارات التأسلم السياسى؟
قبل أن نحاول الإجابة وجب على أن أوضح المقصود بالكراهية هنا.
فمعروف أن لعبة السياسة القذرة لا تعرف حبًا ولا كراهية ولكن تعرف المصالح والسيسى أصبح عائقًا كبيرًا أمام هذه المصالح، لهذا يناصبه هؤلاء العداء سواء من أعلن ذلك منهم مثل معتوه أسطنبول أو من أنكر مثل نابغة البيت الأبيض.
هم يكرهون السيسى لأنه تحول لرمز، تحول لقائد التف حوله المصريون بصورة لم تحدث من أيام الزعيم الراحل عبد الناصر وهذا هو مربط الفرس، فالأمريكان والإسرائيليون والغرب عمومًا يعلمون علم اليقين أن تحت غبار الفقر والمرض الذى كسا المصريين لعقود لا يزال هناك معدن أصيل ونادر، لا يزال هناك معدن بناة الأهرام قهرة الصليبيين والمغول وأصل معظم العلوم والفنون.
هذا المصرى هو ما يخشاه الأمريكان وحلفاؤهم واتحاد المصريين ودعمهم لرئيسهم يعنى أنه رئيس قوى بل قوى جدًا.
قوى لدرجة تؤهله لأن يقود عملية إزالة هذا الغبار بكل ما تحتاجه من خطوات وقرارات صعبة ومؤلمة. ولو نجح السيسى فى أن يقود المصريين لاستعادة كامل ثقتهم فى أنفسهم فهذا يعنى ببساطة نهضة مصرية ضخمة على المستويات الاجتماعية والاقتصادية والعلمية، ما يبشر بنمر اقتصادى مخيف، وطبعًا هذا كابوس لامريكا وأتباعها فهذا النمر القوى اقتصاديًا سيكون عصيًا على الترويض بل ومؤثرًا فى محيطه.
الخارجى أيضًا.
هم يكرهون السيسى لأنهم يعلمون أن مصر معه مرشحة بقوة لنهضة تعيدها لمكانها الطبيعى كقائد للأمة العربية، وهو مكان ظل شاغرًا لأعوام طوال.
خلال هذه الأعوام تأكد للعرب أنهم بحاجة لقيادة وان هذه القيادة لا يمكن أن تكون إلا لمصر، فهذه قوانين الطبيعة غير القابلة للإلغاء أو حتى التعديل!.
إذا نهضة مصر لن تعنى فقط قوة لمصر منفردة بل ستعنى عودة الروح لحلم توحد عربى حقيقى وهذا يزيد من حجم الكارثة فى نظر الغرب الطامح والطامع فى أن تظل المنطقة بقرة حلوب مطيعة!.
وتوحد العرب أو حتى اتفاقهم يعنى خلق قوة اقتصادية وبشرية وبالتبعية سياسية كبيرة جدًا ومؤثرة فى العالم كله. وبدلا من أن ينشغل العرب بحروب وصراعات طائفية وبارهاب ينشأ من فكر وفهم مشوه للإسلام... بدلاً من ذلك كله سيكون لديهم الوقت والقوة للمطالبة بحقوقهم والدفاع عنها والبناء من أجل مستقبلهم.
هم يكرهون السيسى لأنه من اختاره المصريون ليقود ثورتهم على فكر التأسلم السياسى وعلى فكر التطرف والظلام، يكرهونه لأنّه الرئيس المصرى العربى المسلم الذى وقف يقولها صراحة: لا مكان لتجار الدين.. لا مكان للدين فى السياسة والحكم.
يكرهونه لأنه ذكر المصريين بما سعوا عقودًا لمسحة من ذاكرتنا... إن الدين لله والوطن للجميع فضاعت مع عودة هذا الشعار مخططات ومؤامرات واحلام ومجهودات امتدت لعقود.
يكرهونه لأن مصر القيادة تأثيرها يمتد من المحيط للخليج وهو ما يعنى ضياع الحلم فى المنطقة بأسرها ولعل ما يحدث فى ليبيا من رفض وتحد لإرهاب الإسلاميين ثم ما حدث فى تونس من خسارة موجعة لجناح الاخوان هو أكبر دليل على تأثير مصر الممتد وعلى حجم الخسائر التى تتوالى على تيار الظلام بعد ثورة مصر.. وبعد وقفة السيسى.
أخيرًا يبرز سؤال محورى، هل ينجح السيسى؟ الحقيقة أن السؤال الأصح هو هل ينجح المصريون؟ فلا نجاح للسيسى دون اتحاد وجهد وصبر المصريين وهذا ما يحاولون ضربه اليوم. نحن المصريون يجب أن ندرك أننا ومرة أخرى نغير بل ونصنع التاريخ وهذا ليس سهلاً ولكنه اأعد ما يكون عن المستحيل. وعلينا أن نعى أنه كلما زادت المؤامرات فهذا يعنى اقترابنا من النصر وكلما زاد كرههم للسيسى يجب أن يزيد دعمنا له تطبيقًا للمقولة العبقرية التى قالها الخالد جمال عبد الناصر "طالما أمريكا غير راضية عنى فأنا فى الطريق السليم!"
لهذا فعلينا أن نعمل بجد وندعو الله بإخلاص: اللهم أبعد عن وعن زعيمنا شر رضا أمريكا والإخوان!.
الرئيس السيسى
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة