تختلف الطقوس من عيد إلى الآخر مثلما توارثنا الاحتفالات عبر الأجيال.. الجميع يعرف أن هناك أسطورة لكل عيد من هذه الأعياد.. ولكن تفاصيل هذه الأساطير حتى الآن غير واضحة للكثيرين، وبالتأكيد من الصعب أن تتعرف على جميع الأساطير التى بنيت عليها جميع الأعياد حول العالم، ففى كل دولة ستجد يوم واحتفال وعيد ما، تحكمه أسطورة مختلفة، ولذلك سنتناول أهم الاحتفالات التى حجزت لنفسها فى مصر مكان، ودشنت نفسها كجزء من حياة المصريين وفرحتهم كل عام.
الهالوين.. نتنكر لنختبئ من الأرواح الشريرة
فى 31 أكتوبر من كل عام تملأ حبات القرع شوارع العالم معلنة عن الاحتفال بيوم الهالوين، وتحكى أسطورة هذا العيد -والتى دشنها كهنة "الدرويديون" الذين عاشوا فى بلاد الغال القديمة، وفى بريطانيا وأيرلندا-، أن إله الموت العظيم، ويسمى سامان، يدعو فى هذه الليلة كل الأرواح الشريرة التى ماتت خلال السنة والتى كان عقابها بأن تستأنف الحياة فى أجساد الحيوانات، إلى الأرض مرة أخرى، فتصول وتجول حتى صباح اليوم التالى، ويتنكر الجميع لكى لا تعرفهم هذه الأرواح الشريرة، ويقومون بوضع حبات الثوم أمام أبواب منازلهم لترد الأرواح الشريرة، ويتنقل الأطفال من بيت لآخر وبحوزتهم أكياس وسلال للشوكولاتة والحلوى فى طقس يعرف باسم خدعة أم حلوى، ومن لا يعطى الأولاد المتنكرين الشوكولاتة وحلوى الكاراميل "تغضب منه الأرواح الشريرة".
حكاية سانت كلوز.. بطل رأس السنة
قبل دقات الساعة التى تعلن عن ليلة رأس السنة كل عام.. تدق فى عقولنا صورة ذلك الرجل العجوز البشوش الذى يركب مزلاجا أسطوريا تجره الأيائل ويوزع الهدايا على الأطفال، ستقابل صورته فى كل مكان تمر به، لكن هل تعرف ما هى قصته وحكايته، الأسطورة فى الحقيقة هى ترسيخ لقصة القديس نيكولاس الواقعية، وعاش نيكولاس أسقف "ميرا"، أكبر مدينة فى منطقة فيدزيم، فى لاتفيا، فى القرن الخامس الميلادى، وكان يقوم بتوزيع الهدايا للفقراء ولعائلات المحتاجين أثناء الليل دون أن يعرف أحد من الذى يفعل ذلك حتى توفى فى شهر ديسمبر ليرتبط وجودة برأس السنة الميلادية.
أما الأسطورة فتحكى أن سانت كلوز أو"بابا نويل" يعيش فى القطب الشمالى سعيدا مع زوجته السيدة، كلوز، وبعض الأقزام الذين يصنعون له هدايا الميلاد، والأيائل التى تجر له مزلاجته السحرية المحملة بالهدايا ليوزعها على الأطفال عبر النوافذ المفتوحة.
فلانتين.. الأسطورة الذى ضحى بحياته لينقذ حب الآخرين.. فعاش اسمه إلى الأبد
فى الرابع عشر من شهر فبراير كل عام تبدأ الاحتفالات بيوم الحب، يكتسى كوكب الأرض باللون الأحمر، وتنطلق الورود محملة بحكايات الحب بين أيدى العشاق، يردد الجميع ببساطه "هذا يوم الفلانتين"...
تعود الأسطورة إلى أواخر القرن الثالث، وفى إحدى المقاطعات الرومانية، كان هناك راهب رقيق القلب اسمه فالنتين، يشجع الشباب على الزواج، مما كان يثير غضب الإمبراطور كلوديوس الذى كان يعتقد أن المتزوجين غير قادرين على أن يكونوا جنودا أقوياء، ويتوقع أن يخملون ويفضلون البقاء قرب زوجاتهم وأطفالهم على الاستبسال فى ساحة الحرب، من هنا قرر منع الزواج فى مقاطعته.
تحكى الأسطورة أن الراهب "فالنتين" تحدى الملك، وقرر أن يزوج سرا الشباب الذى يعيش قصة حب. وعندما علم الإمبراطور كلوديوس، ألقى القبض عليه. وتم قطع رأسه يوم 14 (فبراير) عام 270، وكان هذا اليوم هو عشية عطلة الربيع الرومانية المسماة بلو بيركاليا. وبعد موته، تم تقديس فالنتين وأدخل فى سجل المسيحية باسم القديس فالنتين، وبما أن روما أصبحت مسيحية فيما بعد، غير الكهنة العطلة من 15 فبراير إلى 14 فبراير وسمى بيوم فالنتين.
يقال إن فالنتين عندما كان بالسجن وقع فى غرام ابنة السجان العمياء.. وبقوة حبه وإيمانه استطاع أن يشفيها من العمى قبل موته، وقبل أن يؤخذ إلى حتفه، بعث برسالة وداع إليها.
شم النسيم.. فلسفة الفراعنة الباقية إلى الآن
إن كان لكل الأعياد السابقة أساطير وأبطال، فلشم النسيم فلسفة عميقة بنيت على علم وتفكر دقيقى فى أسرار الكون، كل ما يمر أمامنا مرور الكرام من تلوين للبيض وأكل للأسماك وغيره من مظاهر هو فى الأصل مبنى على أسس فلسفية مبهرة.
يعود الأمر إلى قبل خمسة آلاف عام من الآن، الدولة المصرية فى ذلك الوقت أنشأت احتفالا رسميا بكل ما تحمله الكلمة من معنى، المواطنين يتجمعون أمام الواجهة الشمالية للهرم قبل الغروب، فيظهر قرص الشمس وهو يميل نحو الغروب مقتربا تدريجيا من قمة العرم حتى يبدو للناظرين وكأنه يجلس فوق قمة الهرم، وفى تلك اللحظة تخترق أشعة الشمس قمة الهرم فتبدوا واجهة الهرم أمام أعين المشاهدين وقد انشطرت إلى قسمين، وهذه الظاهرة تحدث إلى الآن فى هذا اليوم.
هذا الاحتفال المهيب ليوم 21 مارس لم يأت هباء، فهذا اليوم الذى يتساوى فيه الليل بالنهار، وقت حلول الشمس فى برج الحمل، وكان المصريون القدماء يعتقدون أن هذا اليوم هو أول الزمان، أو بدء الخلق.
ويرمز البيض إلى خلق الحياة من الجماد، ولذلك كانوا ينقشون عليه دعواتهم وأمنياتهم للعام الجديد، بينما أضيف الفسيخ إلى المائدة ليدل على تقديس النيل، ويأتى البصل ليدل على إرادة الحياة والقهر الموت والتغلب على المرض، والخس كان بالنسبة لهم رمز للخصوبة ونقشوه عند قدم إله التناسل فى ذلك الوقت.
أسطورة عيد الحب.. تعود إلى جذور التاريخ ولكن ثبتتها "فتاة حقيقية"
على مر العصور نسجت الشعوب الأساطير لتكريم الأمهات، وكانت من أشهر هذه الأساطير وأول الأساطير المعروف حكايتها بخصوص هذا اليوم، تلك الأسطورة الخاصة بشعب "فريجيا" بآسيا الصغرى، حيث كانوا يعتقدون أن أهم إلهة لهم هى "سيبيل" ابنة السماء والأرض.
وكانت سيبيل أمًا لكل الآلهة الأخرى، وفى كل عام يقوم شعب فريجيا بتكريمها وهذا يعد أول احتفال حقيقى من نوعه لتكريم الأم.
وتوالت بعد هذا الاحتفال طرق مختلفة لتكريم الأمهات واستند كل منهم إلى أسطورة مختلفة، ولكن يوم الأم كما نعرفه الآن كانت تقف خلفه فتاة حقيقية ولكنها قصتها تكفى لتضعها فى مصاف الأساطير.
"آنا جارفيس"، تلك الفتاة الأمريكية هى التى ولدت عام 1864 وعاشت فى غربى ولاية فيرجينيا، كانت هى صاحبة الفضل فى تأسيس اليوم، فحين كانت تبلغ من العمر عاما واحدا كانت بالكاد تنتهى الحرب الأهلية بعدما تركت فى النفوس كرها كبيرا.
وكانت آنا تسمع والدتها وهى تحلم بإقامة يوم للاحتفال مع الأمهات، وأن هذا اليوم سيكون كافيا لمحو كل الخلافات، وعندما ماتت والدة "آنا" أقسمت الفتاة أنها ستكون من يحقق رغبة أمها، وبالفعل بدأت تنادى وتكتب لتأسيس يوم للأم، وبالفعل استجاب لها مسئولو ولاية فيرجينيا، يوم 12 مايو 1907، ولكنها لم تكتف بذلك، وواصلت نشر فكرتها وأصرت أن تصبح احتفالا فى الولايات المتحدة بأسرها، وحينما تحقق ذلك قامت بتوسيع أحلامها ليصبح اليوم احتفالا عالميا، وقبل وفاتها فى عام 1948 تحقق حلمها الذى كان يراودها وانتشرت الفكرة فى جميع أنحاء العالم حيث أخذت تحتفل به أكثر من 40 دولة على مستوى العالم الغربى والعربى.
أساطير تقف خلف الأعياد.. لماذا نتنكر فى الهالوين.. ويأتى سانت كلوز فى رأس السنة.. وعيد الحب "فلانتين".. ونأكل البيض فى شم النسيم.. وأسطورة عيد الأم حقيقية
الخميس، 30 أكتوبر 2014 02:03 م
عيد الهالوين
كتب حسن مجدى
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة