لينا مظلوم

مصر.. "مالهاش دعوة"

الجمعة، 24 أكتوبر 2014 08:09 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
من عجائب دولة "التوك شو" التى تقع داخل حدود الترهل والعجز وعدم المهنية، تعبير يردده بعض مُنظريها (مصر مالهاش دعوة)!! بمعنى طالما تفجرت الأحداث بعيدا عن حدود مصر، لا داعى للانشغال بها!! مقولة توازى فى سطحيتها السخرية "الفيسبوكية" من حقيقة (الحمد لله احنا مش العراق أو سوريا).
حصر قضية الأمن القومى المصرى داخل حدودها الجغرافية خرافة تحطمت على أحداث غيرت ملامح المنطقة العربية منذ 3 سنوات، أو التعامل مع خطر يمثِل حالة "صداع دولى" مثل تنظيم داعش بعيدا عن أحداث البلاد التى أصبحت مرتعا لجرائمه، ينسف أى محاولة لفهم هذا الخطر الذى يشغل المجتمع الدولى .

تحفظ الموقف المصرى تجاه دعوة امريكا إلى تشكيل تحالف دولى لمحاربة داعش كان يضع فى اعتباره تجارب الفشل الذريع لمثل هذه التدخلات فى أفغانستان والعراق وسوريا وليبيا.. رغم اكتساب مقاتلى داعش مهارات عند قتالها ضمن صفوف القاعدة فى أفغانستان.. إلا أن مصادر قوّتها –سواء التسليح أو التمويل- ازدهرت نتيجة الدمار الذى خلفه الغزو الأمريكى للعراق عام 2003.. حين استباحت المخابرات الإيرانية أرض العراق، لترسل فرق اغتيالات تستهدف كبار الضباط – تحديدا فى سلاح الطيران العراقى- وقامت بتصفية العديد منهم فى إجراء انتقامى، بينما فرّ منهم من استطاع إلى سوريا بدون أى مورد أو عمل، ولم يكن غريبا بعد قرار حل الجيش العراقى الذى كان حتى 2003 ضمن أربعة أقوى جيوش العالم انضمام بعض عناصره إلى التنظيمات الجهادية بدافع الانتقام لوطنهم.

استمر مسلسل تدمير هذه القوة بتحويلها من مؤسسة عسكرية وطنية إلى كيان تنتازعه الأهواء الطائفية التى مارست كل ألوان الإقصاء الممنهج وهو ما أثار الطائفة السنية التى دفعها الإقصاء إلى الارتماء فى أحضان التنظيمات الجهادية، وعلى رأسها داعش التى استفادت من الخبرات القتالية لهذه العناصر.

الفوضى الشاملة التى أحدثها التدخل العسكرى الغربى فى البلاد العربية خلق الأجواء المثالية أمام هذه التنظيمات للاستيلاء على أسلحة جيوش هذه البلاد.. كما مكنها من السيطرة على بعض آبار النفط التى تدر عليه المليارات يوميا.. كل هذه الحقائق مضافة إلى الطبيعة الجغرافية الجبلية لبعض اماكن تمركز داعش تؤكد محدودية جدوى القصف الجوى فى القضاء على داعش وحتمية المواجهة على الأرض.

أمريكا وأوروبا حاليا تقوم بتسليح كل القوى فى العراق لنقل المعركة على الأرض- طبعا بعيدا عن إقحام قواتها البرية ومع ضمان استمرار عجلة مصانع أسلحتها- هذه القوى حاليا هى الجيش العراقى رغم كل التفكيك الذى تعرض له، قبائل العشائر، و"البيشمركة" من مقاتلى الأكراد، من ضمنها حزب العمال الكردستانى الذى أدرجته أمريكا والاتحاد الأوروبى على لائحة التنظيمات الإرهابية.. ذلك من منطلق مبدأ (عدو عدوى.. صديقى).

بعيدا عن عقلية "الكاوبوى" فى معالجة الأوضاع المتفجرة فى المنطقة العربية.. يبدو الموقف المصرى الأقرب إلى المنطق عبر تنشيط خلق تحالفات عربية لمواجهة الأخطار سواء عبر التحرك الدبلوماسى أو الأمنى، بعدما غلبت نظرية الانزواء داخل الحدود على سنوات الترهل السياسى المصرى.. وثبات فشلها فى تلبية المصالح المصرية والعربية.. فلا يوجد أمن قومى مصرى بمعزل عن ما يحدث فى سوريا والعراق أو الدول التى تربطها حدود مشتركة مع مصر.. فمن المؤكد أن تمدد داعش لن يقتصر على دول تواجدها الحالي.. إنما أطماعها تمتد إلى كل المنطقة العربية.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة