محمد فودة

محمد فودة يكتب.. خالد عبدالعزيز يقتحم المشاكل بـ "سياسة النفس الطويل"

الأربعاء، 22 أكتوبر 2014 06:03 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لم يكن أحد يتصور أن تقوم قائمة مرة أخرى لوزارة الشباب، وأن تتعافى وتعود إلى سيرتها الأولى بعد أن كادت تحتضر فى ظل حكم الجماعة الإرهابية، إلا أن تلك الصورة القاتمة قد تغيرت تماماً، وتلك التصورات السوداء قد تبخرت فى الهواء مع تولى المهندس خالد عبدالعزيز الوزارة فى مرحلة فارقة من عمر الوطن، مرحلة تتشكل فيها ملامح الدولة المصرية الجديدة التى استلهمت من ثورة 30 يونيو ما يؤهلها لأن تتبوأ المكانة التى تليق بها.

إنه مهندس بدرجة وزير يحظى بحب وتقدير الجميع داخل وزارة الشباب والرياضة، لما لديه من أفكار وطموحات كثيرة يريد تطبيقها على أرض الواقع، حيث يسعى بكل ما يمتلك من قدرات نحو تحقيق طفرة هائلة فى الخدمات المقدمة إلى جيل الشباب، فهو مهموم دائما بقضايا الوطن، وكيفية النهوض والارتقاء به والوصول به إلى آفاق أرحب ليصبح هذا الوطن العزيز على قلوبنا فى مصاف الدول الكبرى، وهو ما يجعله دائم التنقل بين جميع ربوع مصر، ليتعرف بنفسه على أوجه القصور فى أى موقع يتبع وزارة الشباب والرياضة، للعمل على مواجهته على الفور بهدوء شديد، ودون أى ضجيج إعلامى، فهو يعتمد فى المقام الأول على سياسة النفس الطويل من أجل الوصول إلى الأهداف التى يسعى جاهداً لتحقيقها.

فالمهندس خالد عبدالعزيز، ليس غريبًا عن الشباب، فهو دائم الوجود بينهم، حتى قبل توليه منصب الوزير، خاصة عندما كان رئيسًا للجنة المنظمة لكأس الأمم الأفريقية 2006 بمصر، وكأس العالم للشباب 2009.، لذا فقد تفاءل جميع الشباب بعد توليه حقيبة الوزارة، وعولوا عليه آمالاً كثيرة فى حل المشكلات المزمنة التى ظل يعانى منها قطاع الشباب والرياضة فى شتى أنحاء الجمهورية لسنوات طويلة.

ولأن مشلكة مراكز الشباب كانت وربما لا تزال مصدراً للأزمات داخل وزارة الشباب والرياضة، بل وصلت فى فترة ما إلى ما يمكن أن نطلق عليها قنابل موقوته قابلة للانفجار فى أى وقت حيث كانت تلك المنشآت المهمة قد انحرفت عن مسارها الطبيعى، حينما أصبحت فى قبضة الجماعة الإرهابية التى استخدمتها كساحة قتال لتدريب عناصرها الإرهابية، وتأهيلهم للقيام بالأعمال المعادية للدولة، لذا فقد كان من المنطقى أن يكون هذا الملف الشائك محل اهتمام خاص من هذا الوزير المتمرس على العمل السياسى، والقادر على استشراف المستقبل لما لديه من حنكة وخبرة طويلة فى التعامل مع قضايا الشباب، فوضع المهندس خالد عبدالعزيز نصب عينيه ضرورة تطهير وزارة الشباب من العناصر الإخوانية التى التحقت بالوزارة فى عهد الوزير السابق أسامة ياسين، إلى جانب تحجيم من كانوا يعملون فى الوزارة وهم فى الأساس ينتمون للإخوان وكانوا خلايا نائمة، ليس هذا فحسب.. بل قام أيضاً بتنظيف مراكز الشباب وتطهيرها وإعادة توجيهها لتصبح مؤهلة للقيام بدورها الطبيعى، وقد تم فى هذا الصدد التعاون مع القوات المسلحة التى تقوم بمجهود كبير مع الوزارة، من أجل تطوير مراكز الشباب، وذلك باستكمال جميع الإنشاءات الخاصة بمراكز الشباب على مستوى الجمهورية، بعد تقييم أوضاع أكثر من 4 آلاف مركز شباب، وكانت هذه خطوة مهمة حيث من خلالها تستطيع الوزارة استثمار هذه المواقع الرياضية فى اكتشاف المهارات المختلفة لدى الشباب، وتوفير المناخ الصحى اللازم لتفجير المواهب والطاقات الإبداعية لديهم، خاصة أن أحد أهم أهداف الوزارة يتمثل فى تمكين ودمج الشباب داخل مؤسسات الدولة، وخلق كوادر تستطيع استكمال المسيرة فيما بعد.

ولكن.. لى هنا ملحوظة مهمة أود الإشارة إليها، وهى أن مراكز الشباب فى القرى لاتزال فى حاجة ماسة إلى اهتمام، وإلى دعم حتى تضطلع بالدور المأمول منها، وهو البحث عن المواهب بين شباب تلك القرى المحرومة من أبسط الحقوق فى الخدمات من جانب مؤسسات الدولة، فكما نعلم أن تلك القرى خرج منها أعداد كبيرة من المبدعين فى شتى المجالات.

وقد لفت نظرى أن المهندس خالد عبدالعزيز منذ توليه منصبه وزيرا للشباب والرياضة وهو دائم الحركة، وفى جولات ميدانية مستمرة فى جميع أنحاء مصر، للوقوف على ما يتحقق من إنجازات كبيرة وصروح رياضية، بكل تأكيد سنجنى ثمارها فى القريب العاجل، فقد شعرت بأنه قد أحدث بالفعل حالة من نوع خاص للشباب فى جميع أنحاء مصر، وهى صفة أتمنى أن يصاب بها جميع الوزراء الذين يرغبون حقاً فى خدمة الوطن ولديهم رغبة صادقة فى مساندة القيادة السياسية فى تلك المرحلة الحرجة التى تتطلب تضافر كل الجهود من أجل الوصول إلى أفضل النتائج، والحق يقال.. فإن كل تلك الجولات والزيارات الميدانية التى يقوم بها خالد عبدالعزيز لم تذهب هباء وتضيع سدى، فقد أتت بالفعل بثمار طيبة تتمثل فى هذا الكم الهائل من الإنجازات التى تتم على أرض الواقع بالنسبة للشباب، وعلى وجه الخصوص فى قطاع الرياضة الذى بدأ يتعافى ويعود إلى سابق عهده، فها هى الرياضة المصرية فى طريقها لأن تحتل مكان الصدارة مجدداً، وأن ترجع مصر إلى ريادتها فى هذا المجال الحيوى الهام، وبالطبع فإن هذا لن يتحقق إلا من خلال وجود رؤية واضحة وهدف محدد يرسم الطريق أمام الشباب، وبالطبع فإن ذلك الأمر سوف يصل إلى حد الكمال بعودة الجماهير إلى المدرجات بشكل حضارى، بعيداً عن أعمال العنف والشغب التى لم نكن نعرفها من قبل.

لقد استوقفنى خلال تلك الجولات العديدة التى يقوم بها المهندس خالد عبدالعزيز فى المحافظات حرصه الدائم على ضرورة مشاركة الشباب فى الانتخابات البرلمانية المقبلة، والإدلاء بأصواتهم فيها لاختيار نواب الشعب تحت قبة البرلمان، وتأكيده المستمر على أهمية صوت الشباب، ودورهم الفارق فى اختيار عضو البرلمان القادم، كونهم يمثلون الكتلة التصويتية الأكبر داخل المجتمع.. فالرجل على قناعة تامة بأن عضو البرلمان القادم، عندما يشعر أن الشباب هم من جاءوا به للبرلمان، حينها سوف يكرس جهده فى العمل لصالح هؤلاء الشباب وتحقيق متطلباتهم، ومع تقديرى الكامل لما يقوم به المهندس خالد عبدالعزيز من أجل تصويب الأوضاع المقلوبة فى قطاع الشباب، وسعيه الدؤوب والمتواصل فى كل مكان على أرض مصر من أجل الاستفادة من الطاقات الشبابية وجعلها طاقات منتجة، إلا أننى أرى أن هناك العديد من الملفات المهمة المتعلقة بقضايا الشباب يجب عليه الالتفات إليها، والبحث عن حلول عاجلة لها، ومن بين تلك الملفات التى أراها شديدة الأهمية قضية «البطالة» التى هى بمثابة حجر عثرة أمام أية خطوات تقوم بها الحكومة للنهوض بالمجتمع، نعم إن ملف «البطالة» التى تؤرق كل بيت مصرى، ينبغى أن تقوم وزارة الشباب بفتحه، والبحث عن علاج لهذه القضية من خلال إقامة ملتقيات للتوظيف، بمختلف المحافظات بالتعاون مع شركات القطاع الخاص، لتوفير فرص عمل للشباب حاملى المؤهلات العليا والمتوسطة.. صحيح أنه وللأسف الشديد هناك الكثير من الشباب ما زالوا مقتنعين بأن الوظيفة الحكومية هى التى تؤمن لهم مستقبلهم، وهو تصور خاطئ يستلزم التغيير والتحرر من هذا الفكر الخاطئ.

وهناك ملف آخر أكثر سخونة فى حاجة ماسة إلى وقفة حاسمة وحازمة، وهى مشكلة الألتراس التى باتت مثل الصداع الذى يؤرق المجتمع ككل، فهذه التجمعات الشبابية المنظمة والتى بكل تأكيد كان لها دور كبير فى تطوير الكرة المصرية وتحسين أداء عملية التشجيع الرياضى، إلا أنها حينما انحرفت عن مهمتها الرئيسية، وانخرطت فى العمل السياسى، أصبحت خطراً يهدد الرياضة المصرية، ويضربها فى مقتل، لذا يجب على الدولة التصدى للعناصر المنحرفة من الألتراس بكل شدة، وينبغى ألا نترك قلة من أصحاب المصالح يسيئون للرياضة المصرية صاحبة التاريخ العريق والمشرف على المستويين المحلى والإقليمى.. فهناك أعضاء فى الألتراس من الشباب المحترم والواعى والذين لا تصدر عنهم أية أعمال مخلة بالنظام العام.

ووسط هذا الكم الهائل من الخطوات الجادة التى تستهدف فى المقام الأول تطوير منظومة العمل الشبابى والرياضى، فإننى أكاد أجزم أن ما يقوم به المهندس خالد عبدالعزيز، أشبه بالعملية الانتحارية، فالرجل تسلم الوزارة وهى مجرد مبان وبضعة مشروعات متعثرة ومجتمع رياضى، يعيش أسوأ حالاته، ولكنه استطاع من خلال العمل بروح الفريق أن يخطو عدة خطوات ناجحة إلى الأمام.

وهذا فى تقديرى بمثابة جائزة السماء التى يمنحها الخالق سبحانه وتعالى للمخلصين من عباده، الذين يسعون من أجل الصالح العام، دون انتظار أية مكتسبات شخصية، وهم أيضا الذين قال عنهم فى سورة الكهف «إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى» صدق الله العظيم.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة