لينا مظلوم

ورد الجناين لا يجيد حوار "المولوتوف"

الجمعة، 17 أكتوبر 2014 07:16 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بعض الثوابت والقناعات تفقد فاعلية وحيوية أوراقها الخضراء حين تنقطع عنها مصادر التغذية من أرض الواقع.. تتحول إلى مجرد أوراق يابسة لا نفع يُرجى من أصوات تكسرها.. قبل بدء العام الدراسى تصدت آراء عديدة لفكرة حظر النشاط السياسى داخل الجامعات وخطورة تغييب مجالات الممارسة السياسية عن الطلاب، دون أن تهبط هذه الآراء من أبراج "التنظير السياسى" إلى أرض واقع مؤسف أن الجامعات منذ العام الماضى فقدت كل المقومات التى يتطلبها النشاط السياسى، والذى شكّل عبر تاريخ هذه الجامعات أحد ركائزها الأساسية.

أجواء العنف والدمار التى يمارسها صبية وبلطجية جماعة "طز فى مصر" - بعدما أغلقت باب المشاركة لصالح بديل الانتقام من كل ما هو مصرى - عصفت بكل الأجواء المناسبة أمام التيارات الشبابية المدنية، حتى الذين لديهم موقف سياسى معارض للنظام الحالى، لإقامة الأسر والجماعات الطلابية وهى بمثابة مصنع لإنتاج الجيل القادم الذى سيتحمل عبء الحياة السياسية مسقبلا.

هذه البلطجة لا تعنى قدرتهم على المساس بحق العمل السياسى للطلاب والشباب، رغم تركيز الجماعة على هدف تحويل الجامعة الى قاعدة تخريب، بكل فاعلية تواجدها النشيط داخل الجامعات الذى يمتد إلى تاريخ تكوينها عام 1928.

الوضع القائم يفرض الاتجاه إلى بدائل مؤقتة قد تحمل جوانب إيجابية أخرى، بالإضافة إلى بقاء تواصل الطلاب مع الأنشطة السياسية، لكن فى أجواء أقل توترا، وأكثر قدرة على استمرار الدور التاريخى فى دمج شباب الجامعات بالعملية السياسية.

هناك فرصة ذهبية أمام الأحزاب العديدة للتغلب على معضلة تأثيرها المحدود فى الشارع عن طريق استقطاب شباب الجامعات المعنى جديا، بالمشاركة السياسية سواء المعارضين أو المؤيدين إلى مقراتها، ودعوتهم إلى لقاءات وندوات وأنشطة مختلفة سياسية، بدلا من بقاء مقرات هذه الأحزاب خاوية حتى تحولت أغلبها إلى شقق مهجورة، ووزارة الشباب والرياضة تستطيع القيام بدورها عن طريق تطعيم الأنشطة الرياضية فى مراكز الشباب ببعض الفعاليات السياسية وتطرح نفسها كبديل آخر أمام طلبة المدارس والجامعات، خصوصا بعدما فرض واقع الجامعات الحالى عليها حالة "فراغ سياسى" بسبب الأقلية المخربة من بلطجية الجماعة الذين لا تعنيهم تهديدات الفصل، لأن أسماء أغلبهم لن نجدها مدرجة ضمن المنتسبين إلى الجامعات، لكنها بالتأكيد موجودة فى صحف سوابقهم الجنائية.

التصريح الفاجر الذى كررت الجماعة إعلانه يوم الأربعاء الماضى عند دار القضاء العالى، يؤكد استباحتها دماء الأطفال والنساء الحوامل، ويدعم فكرة أن المواجهة معهم تستدعى طرح حلول واقعية - ولو مؤقتا - تضمن عدم انقطاع طلاب الجامعات عن النشاط السياسى، مع تفويت الفرصة على مخطط بلطجية الجماعة فى إفشال العملية التعليمية داخل الجامعات، خصوصا أن المساحة تتباعد يوميا بين نبض الشارع ودعوات "المنظرين" إلى الحوار مع عناصر تتسلل داخل أسوار الجامعات من أجل التخريب والدمار، وقطعا ليس بهدف الحوار.













مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة