سعيد الشحات يكتب "ذات يوم": 15 اكتوبر 1926 الحزن يعم القوادين والمومسات لوفاة ملكهم «إبراهيم الغربى» صاحب السلطة المذهلة فى السياسة والمجتمع الراقى

الأربعاء، 15 أكتوبر 2014 08:56 ص
سعيد الشحات يكتب "ذات يوم": 15 اكتوبر 1926 الحزن يعم القوادين والمومسات لوفاة ملكهم «إبراهيم الغربى» صاحب السلطة المذهلة فى السياسة والمجتمع الراقى سعيد الشحات

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عم الحزن عالم المومسات والقوادين فى القاهرة، على وفاة زعيمهم «إبراهيم الغربى» فى مثل هذا اليوم «15 أكتوبر 1926» وذلك أثناء تنفيذه عقوبة بالسجن 5 سنوات بدأت فى منتصف عام 1924، وبلغ الأمر بـ«رسل باشا» قائد البوليس فى القاهرة إلى القول تعليقا على موته: «كان على المومسات وقد حرمن من الملك أن يبحثن عن حماة آخرين الذين بدونهم رغم وحشيتهم، تكون المومس فى كل مكان فى العالم ضائعة وعاجزة».

قصة «الغربى» وتعرضنا لجانب منها فى هذه المساحة من قبل، هى قصة نشاط «البغاء» فى مصر بقوانين منظمة بدأت من نهايات القرن التاسع عشر، وأصبح هذا القادم من «كورسكو مركز الدر بأسوان» ملكها منذ عام 1896 حتى رحيله؟، وكان والده يعمل بتجارة الرقيق المحرمة فى مصر منذ عام 1870.

يصفه «رسل باشا» وفقا لما جاء به كتاب «مجتمع القاهرة السرى 1900 - 1951» للدكتور عبدالوهاب بكر: «نوبى ضخم الجثة سمين، يجلس كل مساء على مقعد خارج أحد منازله بشارع عبدالخالق واضعا ساق على ساق، مرتديا ملابس النساء ومنتقب بنقاب أبيض، كان هذا الفاسد الكريه يجلس كالصنم الأبنوسى الصامت، ويخرج فى العادة يدا مغطاة بالمجوهرات ليقبلها أحد المارة من المعجبين، أو معطيا أمرا صامتا لأحد أتباعه من الخدم».

يضيف «رسل»: «كان لهذا الرجل سلطة مذهلة، امتد نفوذه فى محيط السياسة والمجتمع الراقى، كان شراء وبيع النساء للمهنة فى كل من القاهرة والأقاليم فى يده كلية، ولم يكن قراره بالنسبة للسعر يقبل المناقشة».

تعرض للاعتقال مع عدد من المخنثين المنتشرين بحى الأزبكية عام 1916، وأفرج عنه عام 1918، وفى كتابه «البغايا فى مصر - دراسة تاريخية اجتماعية من 1834 - 1949» يقول الباحث عماد هلال، إن القوادين والبغايا نصبوه سلطانا على عالمهم بعد الإفراج عنه، وألبسوه تاجا ذهبيا مرصعا بالألماس والزمرد والياقوت، وتربع على عرش تجارة الدعارة والفسق، وحكم مملكته بديكتاتورية صارمة، وكان يسن قوانينه الخاصة، ويشرف على تنفيذها، ويعاقب من يخالفها. جعل من أحد بيوته سجنا أحال غرفه إلى زنزانات حقيقية، وكان يحكم فى بعض الحالات بإعدام ضحيته، فيتم رميها فى غرفة تحت الأرض حتى تموت جوعا، واستفحل أمره بعد الحرب «العالمية الأولى»، وأصبح له وكلاء فى عواصم أوروبا يستورد عن طريقهم البغايا من كل الأجناس، وكان يدعو الأجانب للتسلية، ويقيم لهم معرضا للفجور والفحش، يحشر إليه طائفة من الجنسين، يفعلون الفاحشة على طرق متنوعة كأقصى ما وصلت إليه الرذائل، وامتد سلطانه فشمل بغايا مصر كلها».

وحين مات كانت ممتلكاته حسب الدكتور عبدالوهاب بكر: «54 بيتا فى حى بابا الشعرية قيمتها وما تحويه 50 ألف جنيه، و156 سوار ذهب خالص وزمرد وماس، عدا تاج كان يلبسه فوق رأسه قيمته ثلاثة آلاف جنيه بأسعار وقتئذ وكسوة للتشريفة كان يرتديها فى الحفلات الرسمية قيمتها 500 جنيه، إلى جانب 10 آلاف جنيه».








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة