عمرو جاد

تسديد فواتير الجهل

الثلاثاء، 14 أكتوبر 2014 03:02 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كتب صديق شاعر ذات مرة: «الإخوان أصبحوا يشتمون السيسى أكثر مما يذكرون الله..»، صديق آخر كان رأيه أن «كثرة ما رأوه من دماء أفقدهم جزءا من الأخلاق، مثلما فقدوا بعضا من المنطق»..اعتبرهما ملحوظتين قيمتين تشرحان جزءا من مأساة أبناء التيار الدينى السياسى.

الجزء الغارق من المأساة أكبر من نظيره الطافى على السطح، سيتبدى لك أكثر لو أتعبت نفسك قليلا بتتبع تعليقاتهم على الأخبار السياسية ومقالات الرأى المذاعة على الفيس بوك، ستكتشف كم هى سهلة الشتيمة لو أتبعتها بضغطة زر ليقرأها المئات.

على الجميع فواتير يجب تسديدها، لا يعنينى منها سوى فاتورة واحدة يتحملها كل من تصدر للدعوة فى مصر، منهم علماء نجلهم ونحترمهم خاطبوا عقولنا وقناعاتنا، لكنهم لم يجاهدوا لتكون وسطيتهم وعقلانيتهم سلاحا هجوميا ينفض تلال الجهل، سمحوا لغيرهم أن يصنعوا من هذه التلال تماثيل ومقدسات، أسوأ ما خلفوه لنا كان النفاق، وأفضل ما فعلوه أنهم وصلوا إلى الحكم، فكانت كبوتهم الكبرى، فنسوا الدعوة وتمسكوا بالسلطة، أحبوا الله لكنهم قدسوا الكرسى.

فى التسعينيات من القرن الماضى دفعت وأخى جنيهات تبرعا لإنقاذ إخوتنا المسلمين المضطهدين فى البوسنة وكوسوفو، لم نكن نعرف أين يقعان بالضبط شرق النيل أم غربه؟، الحمد لله عرفت مؤخرا أن جزءا من هذه التبرعات أنفق لتدعيم شعبية تيارات بعينها، حينما كبرت عرفت أن أفضل التبرعات تكون بلا وسيط، وتعلمت أيضا ألا يخدعنى أحدهم باسم الدين، ستكون حينها حائرا بين أن تكون كافرا أم منافقا فلا منزلة بين المنزلتين.

أعرف كثيرين يتعاطفون مع المحاصرين من أبناء التيار الدينى، لا ألوم عليهم انتماءهم السياسى، لكن ما أراه من هؤلاء لا يجعلنى أصدق خوفهم على الدين كما يتظاهرون، وبالتالى فلن أصدق أن يكون مخلصا لإعلاء جوهر هذا الدين من تسبق شتيمته سلامه، ويغلب غضبه حلمه، هؤلاء نتاج طبيعى لخطاب أعرج ساوى بين الإخلاص والنفاق، هم تلاميذ أوفياء لدعاة واقفين على أبواب جهنم، حتى احترقت ثيابهم بلهيبها، فلا دنيا أصابوا ولا دينا أحيوا، ولسوء الحظ لم يتركونا وشأننا.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة