كانت طفولتى تركض أمامى هذا الصباح، أتذكر خطاب التنحى، 9 و10 يونيو 1967، رفض الشعب للهزيمة، جنازة عبدالمنعم رياض، وداع عبدالناصر، عربدة سلاح الجو الإسرائيلى، دماء تلاميذ بحر البقر تختلط بكراريسهم، شهداء مصنع أبوزعبل، الخال الأبنودى ووجوه على الشط، ارتباط اللون الكاكى بلون الدم، أحمد عبدالله رزة وأحمد بهاء الدين شعبان والحركة الطلابية، الحزن فى الحشا يتحرك كحركة الجنين الأولى فى بطن الوطن، خط بارليف حائط مبكى، «وبلدنا ع الترعة بتغسل شعرها جاها نهار مقدرش يدفع مهرها»، عبرنا وحطمنا خط بارليف، وانتصرنا على العدو لكننا لم ننتصر على هزيمتنا، واللهم اجعل عاقبة الفرحة خيرا، لم يتحمل جيلى، الانفتاح الاقتصادى «السداح مداح»، الانتقال من التبعية للشرق للتبعية للغرب، تحالف السادات مع التيار الإسلامى، الرأسمالية العائلية والفساد، انتفضنا ضد بطل الحرب والسلام 1977، وبدأ الصدام بين معسكر الثورة والسادات، لم يحتمل الرجل فذهب إلى إسرائيل ولم نتحتمل نحن ووصلنا للذروة قتل البطل وسط جنوده على يد من استخدمهم ضدنا، يا إلهى رحم الله السادات: أفكار صائبة وممارسات خائبة.
كان لابد من هدنة لأجل الله والوطن، صنعا بطلا جديدا، مبارك صاحب الضربة الجوية الأولى التى محت العار، وقفنا خلفه فى مكافحة الإرهاب من 1981/1996، سرنا فى جنازات الشهيد تلو الشهيد، فرج فودة، الطفلة شيماء، 518 من الضحايا، ابتلعنا مطالبنا مع دموعنا، قلقنا حينما تعرض للاغتيال فى أديس ابابا، استقبلناه استقبال الفاتحين، ولكن السوس كان ينخر، آه يا أيها الشعب الأبى، كم بطل أفسدناه، لجنة السياسات، حركة كفاية، 6 إبريل، وصولا لانتخابات 2010، «خليهم يتسلوا» أدركت أن البطل انتهى عمره الافتراضى، حينما رأيته فى القفص تذكرت كم كنت أحب هذا الرجل، تمنيت لو كان مات فى أديس أبابا أو فى ألمانيا أثناء الجراحة!
نفس الشعب مع اختلاف الزمن والأجيال، أتذكر كل ذلك وأنا أرى المصريين فى التحرير 25 يناير 2014، يرفضون الإرهاب، ويدعون السيسى للعب دور البطل، أشهد بأننى أحب ذلك الرجل الفارس عبدالفتاح السيسى، وأؤمن بأنه سوف يقود شعبنا لعبور حاجز الإرهاب الدموى، وأرى فيه عرابى وناصر والسادات، ذلك البطل الذى وضع رأسه على كفه، وعبر بنا إلى بر الأمان، وتحمل ما لم يتحمله أحد من قبل سواء من الشتائم أم الاتهامات، ولكننى أدعو الله أن يحمى السيسى من أحبائه أما أعداؤه فهو كفيل بهم.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة