يلخص المصطلح الشعبى «ابن حرام» حالات كثيرة تعيشها مصر الآن، فلم أكن أتخيل يوما أن يفرح أحد حينما يصيب الإرهاب بنيرانه القذرة طائرة مصرية يقودها مصريون على أرض مصرية بأياد من المفترض أن تكون مصرية، لكن لأن أولاد الحرام ليسوا إلا «أولاد حرام» رأينا الكثيرة من الأفواه العفنة، وهى تبتسم ابتسامة الشامتين وتفرح فرح الأعداء وهى تتابع مشهد سقوط الطائرة المصرية وتتابع إراقة الدم المصرى، متجردين من أبسط معانى الانتماء، وملقين بأغلى مقدسات الوطن إلى روحهم التى صارت أقذر من أقذر مستنقع.
فقط هنا أريد أن أذكرك بأن القضايا الوطنية الكبرى لا تحتمل وجهات نظر، فالوطنية ليست كياناً غامضاً ولا مصطلحاً عصياً على الفهم والاستيعاب، ومن فضل الله على مصر أن شعبها يعرف تماماً ماذا تعنى كلمة «وطنية» وأن هذا المعنى المقدس راسخ فى قلوب المصريين لا يعرفون له بديلا ولا يختلفون حوله، كما أن المصريين يعرفون تمام المعرفة أن مصر روحا طاهرة لا تسكن إلا فى قلوب المخلصين.
أمام حالة كهذه من الخيانة العلنية لا يمكننا إلا أن نصف من يحاربون جيش مصر ومن يساندونهم ويدعمونهم ويوفرون لهم غطاء سياسياً وشعبياً بالوصف اللائق، فابن الحرام هو من يدمن عقوق والديه لأن فى وجدانه الخرب يقين دائم بأنهم ليسوا والديه، كما أن ابن الحرام يعرف تمام المعرفة أن إخوته ليسوا إخوته ولذلك لا يتورع عن إيذائهم بشتى الطرق وقتلهم لو لزم الأمر، وهذا تماماً ما يفعله الإرهابيون مع إخوتنا وأبنائها من جنود مصر. الآن يعرف القاصى والدانى أن مصر فى حالة حرب حقيقية، وأن جيشها ومعداته التى يدفع الشعب ثمنها من قوت يومه أصبحت أهدافاً تخريبية لأبناء الحرام، وفى هذا التوقيت لا مكان لاختلاف أو وجهات نظر، فبرغم اختلافى السياسى الكبير مع المجلس العسكرى السابق بقيادة المشير طنطاوى فإن هذا الاختلاف لم يمنعنى من تنحية رأيى الشخصى فيه وفى مجلسه حينما هددت إسرائيل مصر وقتلت ستة من أبنائها على الحدود المصرية، ووقتها كتبت مقالاً نشر فى 11 أغسطس 2011 بعنوان «اطلب يا مشير مليون شهيد من التحرير» وقلت له أننى على أتم استعداد أن أتطوع فى الجيش المصرى إن فتح باب المقاومة، وأنه لا مكان للخلافات الشخصية والوطن مهدد، لذلك لا أرى فى استهداف الجيش المصرى الآن سواء فى شوارع القاهرة أو المعسكرات أو فى سيناء إلا حربا على مصر، من يسقط فيها ليس بشهيد للوطن ولا للمجد، ولا أملك إلا أن أشيعه سوى ببصقة تليق بابن حرام.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة