ثلاث سنوات مضت على انطلاق ثورة يناير ضد نظام مبارك، وللأسف أصبح لدينا قطاع لا يستهان به من المواطنين ينظرون إلى الثورة، باعتبارها خطأ ما كان ينبغى أن نقع فيه، وأنهم يدفعون ثمن هذا الخطأ كل يوم فى صورة تردى الأحوال المعيشية وانهيار الاقتصاد، والأمن مقارنة بأيام مبارك، ووصل الأمر بهذا القطاع إلى الكفر بالثورة وأيامها، بل وتمنى عودة أيام مبارك، فلا قيمة لحرية لا نعرف كيف نحياها، ولا تأثير لديمقراطية لا نفهم منها سوى الخوض فى الأعراض والاتهام بالعمالة والاعتداء على أجهزة الشرطة والجيش، تحت دعاوى ممارسة الديمقراطية.
الكفر بالثورة طال فئة الشباب البرىء الذى صنع الثورة وخرج ثائرا بحثا عن الغد، ورفعا للظلم الذى رآه، واستغل الذين يصطادون فى الماء العكر الأمر، وراحوا يشوهون الشباب، ويرمونهم بكل نقيصة، بداية من العمالة لأجهزة استخبارات أجنبية، ومرورا بتلقى تمويل من جهات أجنبية، وتلقى تدريبات لإسقاط الدولة المصرية، ومن العار على أنفسنا وعلى كل وطنى شريف أن نختزل ثورة يناير فى عدد محدود ممن تلقوا بالفعل تمويلا من الخارج، أو باعوا أنفسهم لجهة هنا أو هناك، فهذا أمر متوقع، ولكن هل الملايين التى خرجت ضد مبارك ونظامه كانت كلها عميلة، أو مضحوكا عليها؟ بالطبع لا، ولكنها كانت ثورة طاهرة بريئة أكثر من اللازم، لم يكن لها قائد، وأبهرت أضواء الشهرة وأضواء برامج «التوك شو» ورؤساء التجمعات الثورية هنا وهناك، وتباعا سقطوا فى الفخ، ولم يتبق فى المشهد منهم إلا أقل القليل.. ورغم الخلافات التى دارت حول نسبة مشاركة أو مقاطعة الشباب فى الاستفتاء على الدستور فإننا نبقى أمام مشكلة، لذلك يتعين على الشباب أن يعودوا من جديد للحياة السياسية الحقيقية، من خلال العمل الحزبى وأن يتفاعلوا مع القواعد الشعبية وأن ينتظموا فى العمل السياسى والحزبى لملء أى فراغ بما لا يسمح بتكرار تجربة ما بعد ثورة 25 يناير، حيث كان الإخوان هم القوة الوحيدة المنظمة، والأحزاب كعادتها قزمية متناحرة، تمارس العمل السياسى من خلال ظهور قياداتها على الفضائيات من دون تفاعل مع المواطنين فى دوائرهم الانتخابية، سيختار الشعب من يقدر أنهم الأصلح له. انظر حولك تجد الآتى: د.أحمد نظيف رئيس وزراء مبارك عاد لعمله أستاذا فى هندسة القاهرة، وهشام قنديل رئيس الوزراء السابق فى السجن، د. فتحى سرور أشهر رئيس مجلس شعب برىء وعاد لممارسة العمل العام، ود. محمد الكتاتنى رئيس مجلس الشعب المنحل فى السجن، وقس على ذلك صفوت الشريف وأحمد فهمى، هذا حر طليق وذاك فى السجن أو فى الطريق إليه. معنى هذا أن تفاعلات الثورة لم تهدأ بعد وأن البركان فى جوف الأرض ما زال يلقى بمزيد من الحمم ويلقى بكثير مما فى جوفه، بركان الثورة المصرية بعد 3 سنوات من انفجاره ما زال فى مرحلة النشاط، يلقى بالحمم وسحابات الأبخرة والغازات والرماد البركانى الذى يمنع الرؤية، نستشعر ذلك فى شارع لا يريد أن يهدأ، وفى انعدام الأمن، وفى أزمات اقتصادية طاحنة، والأهم فى الإطاحة بمن كانوا بالأمس على الكراسى، واليوم أصبحوا فى السجن، تغييرات جذرية، كما فشلت كل الوزارات التى جاءت فى نيل رضاء الشعب، خمسة رؤساء وزارات منذ آخرهم د.الببلاوى لم ينجح أى منهم فى تحقيق المعادلة وتحريك سفينة الوطن إلى الأمام. بركان الثورة المصرية الذى انفجر فى 25 يناير قبل ثلاث سنوات لم يهدأ بعد.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة