من المؤسف أن تكون هناك حالة من الإحباط بين قطاعات من الشباب المنتمى لثورتى 25 يناير و30 يونيو فى وقت لابد أن تكون هناك شراكة حقيقية بين الثورة والدولة. وبعد أن تمت عملية الاستفتاء بنجاح وانتصرت الإرادة الشعبية للدستور المصرى علينا أن نأخذ حذرنا من ضعف نسبة المشاركة لدى الشباب، والتى لم تكن فى الدستور، ولكن لعودة ظهور بعض الوجوه المحسوبة على نظام فساد حسنى مبارك ودعوتهم للدستور، وحالة الارتباك الشديدة والبلبلة التى أحدثها بعض المنتفعين ممن يهاجمون ثورة الشعب فى 25 يناير.
ومن المؤكد أن من يهاجمون ثورة 25 يناير مثلهم كمثل من يهاجمون 30 يونيو لأن 25 يناير ثورة شعبية عظيمة خرجت لتطالب بالحرية والعدالة الاجتماعية والاستقلال الوطنى، و30 يونيو قامت لاسترداد الدولة وتصحيح مثار الثورة التى انقض عليها فصيل أثبت خيانته للوطن وهو جماعة الإخوان الإرهابية. وعلى شباب الجيل أن يثبت تجربته تلك المرة ويخرج من حالة الإحباط واليأس التى ليس لها داعٍ، ليقدم نفسه بديلاً عن نظام فساد مبارك وتنظيم استبداد الإخوان. وفى ظل حلول ذكرى ثورة 25 يناير علينا أن نؤكد جميعا أن الهدف الرئيسى من هذا اليوم هو التأكيد على ما تم استكماله من أهداف الثورة مثل الدستور المصرى والتأكيد على استكمال باقى أهداف الثورة. ومن المفترض أن يتم الإعلان عن الانتخابات الرئاسية المبكرة بعد مرور 25 يناير الجارى، وهذا ثانى استحقاق فى خارطة الطريق التى فرضها المصريون، وعلينا جميعاً أن نسير فى ركابها، ولابد وأن يكون هناك شراكة حقيقية بين الثورة ومؤسسات الدولة.
والغريب هنا أننا نتحدث عن هذه المرحلة، ونعلم أنه من الممكن أن يكون هناك أخطاء أو سوء تقدير فى بعض اللحظات، ولكن هدفنا الرئيسى هو دفع هذا البلد إلى الأمام، وعبور المرحلة، وبناء نظام سياسى يكون محسوبا على الثورة المصرية، والمرشح المعبر عنها هو من يقدم برنامجاً منتمياً حقا لثورة 25 يناير وموجتها وثورتها فى 30 يونيو، ويتعهد بعدم عودة وجوه فساد نظام مبارك أو استبداد تنظيم الاخوان الإرهابى، مرة أخرى المرشح هو من سيقدم برنامجا اقتصاديا واضحا ينحاز للعدالة الاجتماعية والأغلبية من البسطاء، ويكون هناك كفاية فى الإنتاج وعدالة فى التوزيع، وهو من يستطيع اتخاذ قراره من إرادة شعبه، ولا يقبل الهيمنة الأجنبية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة