جمال أسعد

هذه هى مصر

الثلاثاء، 21 يناير 2014 10:56 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بالرغم من الحملات الداعية إلى مقاطعة الاستفتاء على دستور 2014، وما صاحب ذلك من تهديد وترهيب وتخويف بإفشال الاستفتاء، وبالرغم من بعض العمليات الإرهابية التى حدثت صباح اليوم الأول للاستفتاء، خرج الشعب المصرى متحديا كل ذلك، معلنا ليس الموافقة على الدستور، ولكن مستعيدا إعلان إرادة الشعب مرة أخرى التى أسقطت نظامين سعيا لتحقيق ثورة حقيقية على أرض الواقع، هذه هى مصر وهذا هو الشعب المصرى الذى دائما ما يفاجئ العالم كله بما هو غير متوقع، وبالطبع لابد أن يكون لهذا الاستفتاء ولنتائجه وقفة موضوعية ترصد وتحلل لكى نستفيد فى قابل الأيام وحتى لا نسير طويلاً فى طريق إعادة الأخطاء، فبداية يجب ألا يأخذنا رقم المشاركة وهو %38.6 إلى أنه كانت هناك مقاطعة، ومن الطبيعى أن الذى سيذهب للاستفتاء هم الموافقون على الدستور بل على خارطة الطريق، ولكن الأهم هو تحليل نسبة المصوتين إلى نسبة جملة المقيدين فى الجداول الانتخابية مقارنة باستفتاء مارس 2011، ديسمبر 2012، وهنا لا بد أن نفرق بين الاستفتاء وبين الانتخاب، فالاستفتاء على دستور هناك من يقرأه وهناك من لا علاقة له به نتيجة لأسباب كثيرة أقلها نسبة الأمية، لذا يكون دائماً نسبة الحضور متدنية بخلاف انتخابات الرئاسة ومجلس الشعب، فالحافز هنا شخصى لانتخاب شخص أريده فى مواجهة منافسة مع آخرين، كما أن المناخ السياسى لاستفتاءات ما قبل 25 يناير يختلف عن بعده، ولذا وجبت المقارنة بين استفتاءات ما بعد 25 يناير، فاستفتاء مارس 2011 كان هناك زخم ثورى فكان هناك حشد غير مسبوق فى هذا الاستفتاء، فكانت نسبة التصويت ونسبة الموافقة أكبر من نسبة التصويت والموافقة على دستور 2012، وكانت نسبة التصويت على دستور 2012، %32.9 بــ17 مليون مستفتى، ونعم %63 أما نسبة التصويت على دستور 2014 فهى %38.6 وجملة المصوتين 20613677 بزيادة على دستور 2012 بأكثر من ثلاثة ملايين مصوت، مع العلم أن دستور 2012 لم تكن هناك مقاطعة، ناهيك عن تزامن امتحانات نصف العام للجامعات، والأهم هو أن عددا ممن خرجوا لدستور 2014 ولخارطة الطريق ولطلب الاستقرار هم أكثر من الذين انتخبوا مرسى فى الجولتين الأولى والثانية فى انتخابات الرئاسة بكثير، وهنا لا نريد المزايدة أو المكايدة، إطلاقا، ولكن نريد أن يقرأ الطرف الآخر المقاطع ومن معه هذه الأرقام، حتى تتم قراءة الواقع قراءة صحيحة لصالحه إذا كان يريد المشاركة السياسية على أرضية مصرية، وهذا من حقه بالطبع، وأهم ما فى هذه القراءة هى أن من خرج يومى 14، 15 يناير، هم المصريون الذين لا ينتمون لتيار سياسى بعينه لا أحد يزعم أو يدعى من الأحزاب أو التيارات السياسية والنخبة التى لا علاقة لها بالشارع أنهم من أخرجوا الجماهير، فالجماهير أغلبها لا يعرف الدستور ولم يقرأه، ولكنها خرجت لتقول نعم للاستقرار والسلام والأمن والأمان، نعم لاستعادة مصر التى عرفناها، ومصر التى عشناها مصر وطنا لكل المصريين، قراءة مشهد الخروج التلقائى لجماهير تريد الفرحة وتصنع البهجة، فهذا المشهد يعنى أن الشعب قد أصبح لديه وعى جماعى فطرى، وعى يعى مصلحته فى أن يعيش كإنسان، ولذا يخطئ من يتصور أن الماضى يمكن أن يعود، فمن أسقطه الشعب لن يعود، وهذا درس للقادم أيا كان هذا القادم ليعلم أن الشعب الآن هو السيد، ولا أحد يستطيع فرض إرادته عليه بعد اليوم، نعم الشعب وطن بالواقع وبالتاريخ، والشعب متدين وهو من اخترع التدين ولكن لن يستغله أحد باسم الدين، ولن يضحك عليه أحد باسم الوطنية، تعلموا من هذا الشعب البسيط فهو القائد وهو المعلم، ومن لا يؤمن بهذا الشعب بعد الله فلن يحكم مصر أبداً، فهل للجميع أن يعيد حساباته على ضوء هذه الحقائق؟ فالاستفتاء كان هو الخطوة الأهم لبناء الشرعية الدستورية بعد انتخابات الرئاسة والبرلمان، إذن فالقطار تحرك ولم يغادر المحطة بعد، فهل يلحق به الجميع حتى نساهم ونتشارك فى بناء مصر المستقبل، مصر الجديدة المدنية الديمقراطية الحديثة التى ستظل دائما وطنا لكل المصريين، وهذا لا يستقيم مع أهل طظ.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة