وجه شاب سؤالا لفقيه من الأزهر الشريف فى بحثه عن إجابة شافية ترضى ربه وترضى قلبه، قال الشاب «طلب منى أبى أن أحلق لحيتى، فهل أطيعه أم لا أحلق اللحية؟» ووجه نفس السؤال إلى من يدعى العلم الدينى والشريعة السمحاء.. فكانت إجابة مدعى العلم أطلق لحيتك ولا تلتفت إلى قول أبيك.. وكانت إجابة الفقيه الأزهرى إن إطلاق اللحية هو سنة مؤكدة ولكن طاعة الوالد هى فرض والفرض مقدم على السنة وبالتالى احلق لحيتك ليرضى عنك الله سبحانه وتعالى ويرضى عنك أبوك.
إن طاعة الوالدين تحتل مكانة رفيعة فى الإسلام فقد جاء فى سورة الإسراء «وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا»، وقال سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم: من أرضى والديه فقد أرضى الله، ومن أسخط والديه فقد أسخط الله، ولا يمكن إغفال هذه الآية وهذا الحديث لما فيهما من تعظيم شأن رضى الوالدين.. فكيف بالله على أى شخص أن يضرب برضى الوالدين عرض الحائط.. إن الإسلام يرفع الأب والأم إلى درجة الأولياء لأن رضاهما من رضا الله سبحانه وتعالى.
لقد قال رسول الله صلى الله وسلم «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق» ومن مكارم الأخلاق حب واحترام الوالدين وطاعتهما، فالمسلم يبر والديه فى حياتهما، ويبرهما بعد موتهما؛ بأن يدعو لهما بالرحمة والمغفرة، وينَفِّذَ عهدهما، ويكرمَ أصدقاءهما.. يحكى أن رجلا من بنى سلمة جاء إلى النبى فقال: يا رسول الله، هل بقى من بر أبوى شىء أبرُّهما به من بعد موتهما؟ قال: «نعم.. الصلاة عليهما».
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة