براء الخطيب

بركاتك يا سيدى الشيخ أبا الحسن الشاذلى.. حلايب وشلاتين «1»

السبت، 18 يناير 2014 03:11 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كنا فى صيف شهر مايو 2009 فى طريقنا إلى منطقة «حلايب وشلاتين» مع صديقى الدكتور النوبى «محجوب الإبريمى» الذى كنت أتعامل معه دائما منذ طفولتنا فى حى محرم بك بالإسكندرية على أنه سودانى وفى المدرسة الثانوية غضب منى وأصر على أن أتعامل معه كـ«نوبى» يجيد لعب الكرة الشراب، ما علينا، كان «محجوب» يؤكد لى دائما ونحن ندرس الفلسفة والاجتماع والأنثروبولوجيا معا فى كلية الآداب جامعة الإسكندرية يرى أنه دخل هذه الكلية لعشقه لعلم «الأنثروبولوجى» الذى هو علم الإنسان، الذى يهتم أصلاً بأوضاع الشعوب، فالأنثروبولوجيا علم يكتشف ويثبت عدم وجود التمايزات العنصرية والعرقية بين الشعوب، كما يمكنه أن يقدم منظورا مناسبا ومفيدا فى دراسة تاريخ مصر، وكذلك وجهة نظر سياسية أو اجتماعية، خاصة فى القضايا الحساسة والحضارية، وأن مقولة «صراع الحضارات» ترتبط بعلاقة وثيقة بالأنثروبولوجيا بما يمكننا من القول إنها علاقة يمكن أن تكون نفسية وعلاقة فكرية وعلاقة أيضا لا شعورية، لذلك فهى علاقة متينة وقوية، فهل هناك شعوب عبقرية بالفطرة بالجينات وأخرى غير ذلك؟ ذلك ما يعتقد البعض غير أن الدراسات الأنثروبولوجية تؤكد غير ذلك: فالفطرة لا تخلق أخلاقا، فالإنسان يتعلم فى المجتمع كل يوم شيئا جديدا وهو «أى الإنسان» يتعلم من الاحتكاك بالآخرين وعاداتهم وثقافاتهم، والفطرة محايدة لا يمكن لها أن تعلم شيئا، تمتد المناقشات دائما بيننا فى كل الأمور السياسية والاجتماعية والاقتصادية بداية من قضية «توريث الحكم» فى مصر وانتهاء بوصول سعر كيلو الفراخ إلى 22 جنيها قبل حلول شهر رمضان.
لكن منذ عام تقريبا «2008» طرحت قضية «حلايب» نفسها علينا فى إحدى المناقشات الحامية فصديقى الدكتور «محجوب» كان يرى أن الدراسات الأنثروبولوجية يمكنها أن تحل هذه المشكلة من جذورها وعندما حاولت أن أتحدث معه عن مشاكل الحدود بين الأمم قاطعنى فى هدوء شديد بسؤال بسيط جدا: «هل ذهبت إلى حلايب فى حياتك؟» فصفعنى السؤال فى البداية لكنى سرعان ما أجبته بالنفى فانطلق يتحدث فى غضب عن كل الذين يكتبون فى هذه القضية من المصريين دون أن يروا «حلايب» حتى ولو مرة واحدة فى حياتهم، ولم ينتظر تعليقى على كلامه واقترح على أن نذهب سويا فى رحلة إلى «حلايب» لاسيما أنه لم يزرها منذ عشر سنوات أو يزيد، مع العلم بأنه سوف يتكفل بتكاليف السفر فى الذهاب والإياب وكذلك نصف تكلفة الإقامة مشترطا على أن نتخذ طريق «أسوان/ برنيس» ومنها إلى «شلاتين» و«حلايب» وليس من طريق «الغردقة/ شلاتين» ووجدتها فرصة ذهبية أن أرى منطقة فى وطنى لم أرها طوال عمرى.
فى الفندق المتواضع فى «أسوان» بدأنا نسأل عن كيفية الوصول إلى «حلايب» فى أقصر مدة ممكنة فدلنا «مستر أيمن» مدير الفندق على الأستاذ «عثمان سباق» الذى هو واحد من أهم زبائن الفندق كما أنه أحد أعيان «شلاتين»، قدمنا «مستر أيمن» إلى الأستاذ «سباق» الذى قدم لنا نفسه على أنه من قبيلة «العبابدة»، وجلسنا معا من الساعة الرابعة بعد الظهر إلى الساعة الواحدة بعد منتصف الليل وشرحت فيها سبب زيارتنا والشروط التى وضعها صديقى الدكتور «محجوب» الذى استظرفه كثيرا الأستاذ «سباق» فى بداية تعارفنا عندما غنى أغنية جميلة من أغانى العبابدة: عبادى يا واد عبادى/كرباجى وع الهجين.. تجرحنى يا بو عين سوده/ واللى يداوينى مين.. حالف لاشرب من ماكم/ لو عكره وفيها طين.. واتدلع يا سماره يا رباية السلاطين»، وكان واضحا منذ البداية أن الدكتور «محجوب الإبريمى» قد تسلح أنثروبولوجيا قبل بداية رحلتنا.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة